كيف تتعلم من دروس الحياة.؟!

إن مصاعب الحياة تمر عليك أحياناً، كما تمر على الجميع فهناك من ييأس ويتشكى ويلقي باللوم على الآخرين وسوء الحظ، وهناك من يتعلم، وهي عبارة عن أمور مؤلمة قد حدثت في الماضي، وأمور تواجها في الحاضر، أولاً يجب أن تكون مؤمناً ومسلماً بأن هذا قدرك وبإمكانك أن تتجاوزه وتغيره للأفضل،وأن تواجه أمور الماضي بالعبرة و بالنسيان وأما الظروف الصعبة في الحاضر فهو بالاستعانة بالله والصبر والأمل والتفاؤل والتركيز على تحقيق حلمك في المستقبل، لذلك إذا أردت بأن تكون حراً طليقاً فلا تقيد نفسك في سجن الماضي وإذا أردت بأن ترى الضوء في آخر النفق فلا تشغل نفسك باليأس من الظلام فأوقد شمعة الأمل بدلاً من لعن الظلام،فإذا أردت المضي قدماً في مستقبلك فأنس الماضي بالآمه وخذلانه لكي تجلب لنفسك السعادة وتصنع لك حياة أفضل، لذلك لا تسمح بالأفكار السلبية والأشخاص السلبين بأن يعيشوا في داخل قلبك وعقلك وحياتك وكل همك هو الكراهية والحقد والانتقام منهم وتلوم نفسك كيف لم تأخذ حقك منهم ويأخذك هذا بعيداً فلا تعيش سعيداً ولا تسمتع بالحياة ولا تحقق هدفاً لك، لذلك لا تدخل في جدال مع من يسيء إليك لأنه لافائدة منه وسيسرق طاقتك وسعادتك وسينتصر عليك لأنه سيفجُر في الخصومة فإذا أردت الانتقام فعليك بالصمت و المضي قدماً نحو الأمام إلى هدفك حتى تحقق إنتصارك بأن تركز على الأمور الإيجابية وتطور نفسك بالعمل على تحقيق الأمور الجيدة و بالحب للآخرين وحب الخير للناس وبأن تكون سبباً في مساعدة الآخرين وتقضي حاجتهم من خلال الشفاعة الحسنة أو تزيل الأذى عن طريق الناس أما بأن تكون سبباً في إيجاد حل لذلك أو تحاول بأن تجعل من حياة البعض سهلة وجميلة، أو المشاركة في الأعمال التطوعية بأن تخصص جزءاً من وقتك خدمة لدينك ووطنك وغيرها الكثير، لكي يصبح لحياتك معنى فحاول كل يوم بأن تصنع شيئاً إيجابياً لكي تعيش من الداخل في سلام مع نفسك وتكون سعيداً، وكن متسامحاً مع بعض الأشخاص الذين قد أساؤوا إليك لكي لاتظل تحمل في قلبك الضغينة وتجعلك لا تتمع بحياتك وتسمم حياتك بالمشاعر السلبية،ولكن فكر بأنك لا تستحق بأن تنزل لمستوى هؤلاء في الإساءة لأنك تستحق الأمور الجيدة لذلك اغفر لنفسك أولاً لأنك لست بضعيف أو سيء واغفر للظروف الصعبة التي جعلتك تشعر بذلك، فهذه الأمور قد أوضحت لك بأنك إنسان راقٍ ولم تكن سيئاً، وبذلك ستنتهي المشكلة في داخلك وأمضِ في طريق الحياة لتحقيق هدفك وسترى أنك بعد انشغالك في ذلك بعد فترة بأنك قد حصلت على الثقة في نفسك ونلت الحرية وحققت النجاح،إذاً يلزمك بأن تشكر من قد أساؤوا إليك أو استهزأوا بك لأنهم جعلوك تكون الأقوى عن السابق وتظهر أفضل مالديك وتصبح لديك مهارات وثقة في النفس،إنها دروس الحياة التي يجب عليك بأن تتعلمها فهذه الدروس لن تجدها في المدرسة أو الجامعة أو في الكتاب ولكنها دروس حصرية من الحياة ، فإذا تعاملت معها بصبر وحلم وحكمة وأناة وأنك تحاول بأن تتعلم فقد انتصرت عليهم وصنعت الفارق وهذا هو أقوى إنتقام.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …