قبل أن أنام البارحة وأغط في نوم عميق كان المطر يسح حتى الصباح،وصحوت على صوت غناء البلبل والعصافير والقمري فرحين بالمطر وهذا الجو الجميل،لأنه خير قد أرسله رب الكون وموزع الأرزاق لمخلوقاته، فالمطر هو عنوان الحياة للإنسان العربي بسبب بيئته الجافة،لأن المطر لايأتي إلا من حول لحول، فالمطر يحيي الأرض و يشعره بالتفاؤل والأمل والفرح والنشوة، لأن ذلك سينعكس عليه سواء كان مزارعاً أو صاحب أنعام أو شخصاً عادياً محباً للبرية، فعموماً المطر يروي الأرض من بعد الظمأ ويظهر العشب والزهور لترتوي الحيوانات والطيور وتشبع من الأرزاق التي ساقها الله لها بسبب المطر،وصدق الله حينما قال في كتابه الكريم”﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ وفي قوله” تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فالمطر كان و لايزال ملهماً للكتاب والشعراء والرسامين والفنانين، كما قد سماه العرب بعدة أسماء منها الغيث والهتان والوبل والعارض والقطر والرهام والسح والعارض والوسم والودق والرذاذ والديمة, وكما وضعوا لسحاب أيضاً عدة أسماء، ومنها الغمام والدجن والوكاف والجهام والديم،فشكراً لله على نعمه والعافية وشكراً على الأمن والأمان وعلى كل الأشياء التي دائماً تكون السبب في سعادتنا ،وشكراً لله على أن منحنا الحياة في كل صباح وشكراً للنور والزهور،وللغيوم وقطرات المطر وشكراً لله على ندى المطر وعلى أوراق الشجر وعلى الزهر وشكراً على نسيم الصباح و دفء الشمس الحانية في الشتاء،وعلى فنجان القهوة في الصباح وعند السمر.
سلمان محمد البحيري