أجواء المطر في موسم الشتاء تجعل مزاجي رائقاً وعالياً جداً، هل لأنني فلاح يعشق الأرض؟! أم اني بدوي يعشق البراري ويجد نفسه لايقاوم جمالها وهدوءها وصفاء سمائها هي أجواء أحببتها وافتقدتها منذ عقود؟!،فطالما أحببت الاستمتاع بالمطرو سماع تساقط قطراته على الأشجار والنخيل والورود في المنازل وحينما يطرق النوافذ ليعزف سيمفونية أطرب لها وتجعلني في عالم آخر،ففي المزرعة كنت أستمتع بنزول المطر على النخيل والأشجار، وأراه كيف يسقي الأرض والتي تركناها بعدما رأينا السحاب لكي يرويها الله بالمطر، ثم أستمع برؤية الجبال وشلالاتها وهي تصب إلى مجرى الوادي لتجلب معها الطمي وبذورالحياة من أماكن أخرى،وكنت أذكر حينما كنت صغيراً كنت استمتع باللعب تحت المطر وأرفع يدي وأنظر للسماء فتتساقط قطراته على وجهي وملابسي وأنا في غاية السعادة، كما كنا نضع آنية لكي تتجمع فيها قطرات المطر لكي نشرب منها بعد تصفيتها ونأخذ منها ماءً لصنع القهوة والشاي والطعام، لأن قطرات المطر حياة وبركة وشفاء، وأعشق رائحة تراب المزرعة والحديقة بعد هطول المطر، وبعد سقوط المطر وخاصة ليلاً يعقبه لحظات هدوء يعم المكان، كما أنني أعشق ارتداء الملابس الملونة والكنادر الملونة في الشتاء و التي تكون على حسب لون الثوب وأعشق فيه الأطباق الشعبية مثل المرقوق والقرصان والجريش والهريس والمفلق والحنيني والمحلى والمراصيع، كما أهوى ارتشاف كوب من الشكولاتة الساخنة والقهوة التركية والسحلب ، وأعشق إشعال النار بحطب السمر والجلوس مع ناس أحبهم لكي نتحدث ونضحك من قلوبنا،كما أن هذه الأجواء تكون محفزة لي في القراءة والكتابة وأتمنى أن يكون الجو دائماً هكذا.
سلمان محمد البحيري