هل أنت محور الكون.؟!

البعض يعتقدون بأن وجود الناس في هذا الكون شيء أساسي ومهم وبدونهم تنتهي الحياة في هذا الكون، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم” وقال تعالى(….وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) فالكون لايتوقف لموت أحد أو لمرضه أو لحزنه أو لفراق أو رحيل أحد والأرض لا تتوقف عن الدوران أو تطلع الشمس من مغربها ، ولكن الأكيد بأننا سوف نرحل من هذا الوجود في يوماً ما وسوف نُنسى كملايين المخلوقات التي  خلقت وفنت والذين كانوا على هذه الأرض قبلنا، فالبعض يعتقد بأنه محور الكون ويرى بأنه محسود ومراقب أو أن أي مشكلة تحدث له أو يفقد شيء أو لا يحصل عليه فهو بلا شك بسبب العين أو السحر،وأنه يتعرض للمؤامرات فكم من أنثى جميلة تعتقد بأن جميع الرجال  لاينظرون إلا لها ليخطبوا ودها !! بينما هم ينظرون لها ولغيرها ، وكم من شاب وسيم يعتقد بأنه محط أنظار جميع الفتيات ولا ينظرن لغيره بحيث أن كلهن يتسابقن ويركضون من وراءه ومن تمسك به فهو من نصيبها !! ، بينما الفتيات يفضلن الرجل المستقيم الذي يستطيع أن يحتويهن بحبه وحنانه ويتحمل المسؤولية، والبعض لديه وساوس وشكوك في أقوال الناس وأفعالهم ويجلس طوال الوقت لكي يحللها وماذا يقصدون؟!، وكأن الآخرين ليس لهم أشغال أو هموم أو أحاديث إلا هو، فالنرجسية والتمركز على الذات تؤدي إلى الغرور والشك والوساوس وسوء الظن بالناس كما تجعل الشخص أناني لا يفكر إلا في نفسه، وتجعل الشخص يأخذ في نفسه مقلب ويصاب بجنون العظمة لدرجة، أنه حينما يريد أن يفعل شيئاً فهو يخاف و لا يوجد لديه ثقة في نفسه، وهو يحمل هم كلام الناس وماذا سيقولون عنه؟! حيث يعتقد بأنه محور الكون.

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …