فلنحيي الحياة بحسن الظن

إن قمة الإثارة بالحياة هو في روعة صبرنا على الابتلاء، فالسعادة مثلاً لا تكون جميلة إلا بعد أن كانت بعد حزن ،والنجاح لا نشعر بجماله إلا بعد التعب والفشل عدة مرات،فكل شيء في هذه الحياة هو ابتلاء من الله وأن أصعب ابتلاء هو الابتلاء في  المشاعر، فليس من الحكمة بأن نجعل الذين أحببناهم أعداء لنا بسبب اختلاف بسيط في وجهة النظر، أو بسبب زلة أو بسبب كلام واشٍ لأننا نحن نجهل أو لا ندرك ماهي الظروف التي قد حدثت لهم؟!، فقد تكون لهم آلام أعمق من آلامنا وظروف أصعب من ظروفنا وهم يبتلعونها في صمت وكأنهم يتجرعون السم الزعاف بدون أن ندرك حجم معاناتهم لأنهم لا يشتكون لأحد ولا يريدون بأن يثقلوا علينا بأحزانهم ومواجعهم، فهم يخفونها بابتسامة ويتظاهرون بالسعادة من دون تأوه، هم يتظاهرون بذلك لأجل أن لا يشعروننا بأنهم طاقة سلبية علينا، فهم يضحكون بدلاً من البكاء بينما هم من الداخل يحتضرون بقبو الأحزان، فلذلك نحن نحكم عليهم بسبب جهلنا ،وهم يكونوا معنا بآلامهم ويتظاهرون بالابتسامة، فإذا شككنا فيهم أو أسأنا الظن فنحن نقتل مشاعرنا قبل مشاعرهم ،ونسمم حياتنا وحياتهم بسبب أوهام لا توجد إلا في رؤوسنا، فلنحسن الظن حتى يثبت لنا غير ذلك ونراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا، بينما لو نظرنا لعلاقتنا معهم من زوايا أخرى، لرأينا أن هؤلاء أوفياء معنا وأنهم يملكون أحاسيس رائعة في منتهى الإنسانية والرقة ولايستحقون منا إلا الحب والاحترام والتقدير، لذك فلنحي الحياة بحسن الظن والحب والتفاؤل والأمل، حتى نكون مرتاحي البال ولكي لا نفقد من يحبنا ونحبه.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …