الله سبحانه قد خلقنا أحراراً، ووضع في داخل كل إنسان جوهرة عظمته ،لكي يعمر الأرض ويكن خليفته في أرضه، وقد قال عمر ابن الخطاب عندما ضرب ابن عمر بن العاص قبطياً لأنه سبق فرسه في السباق وأمر القبطي بأن يقتص منه ثم مكنه من أخذ حقه وقال قولته المشهورة” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً” فالحرية تنبع من دواخلنا،وأن تؤمنوا أن لا أحد في الكون له سُلطةً عليكم إلا الله، وإذا شعرتم بذلك فلن يمتلِكُكَم أحداً أبداً فكونوا أحراراً بأنفسكم مهما كانت قيود المُجتمع و العمل والأُسرة، وفي دواخِلِكُم اشعروا كأنكُم طيورُ مُهاجِرة تحلق متى ما شاءت، لاقانون يحكمها إلا هدفها وغايتها والحرية تعني الإبداع في العلم والعمل من خلال المبادئ والقيم والعيش بكرامة، والانطلاق في الكون الواسع لننهل منه عجائبه وغرائبيته، فلا تسجِنوا أنفُسَكُم في أفكارٍ مهترئة وعاداتٍ بالية وعصبيّةً منتنة وعنصرية مقيتة،فاجعلوا أرواحكم شفافة وراقية تحترم الاختلاف في اللون والدين واللغة وأطلقوا العِنان لأرواحِكم لتأخُذكم معها إلى الأعلى فالسجون المظلمة ليست التي تحت الأرض، ولكنها السجون المعنوية هي المُظلمة والخانقة، وقاتلة للقلب والعقل.
سلمان محمد البحيري