حينما قرأت الخبرين اللذين يخصان تصوير بعض النساء اللاتي يعملن في الفود ترك ومن تعمل في المطبخ بدون أذنهن في بعض وسائل الإعلام حيث قوبل من البعض بالإستهجان من جهة كيف تم تصويرهن بدون أذنهن وقوبل من البعض الآخر بأنه كيف أن المرأة تعمل؟! فتذكرت حديث زميلاً لي في العمل وذلك حينما تم تعيين موظفات في ديوان الوزارة فأتى إلي وهو عابساً وقال لي: ألم تعلم بالمصيبة التي حدثت في العمل؟! فقلت يا ساتر ما لذي حدث؟! فقال هناك بعض الأدوار في المبنى قد خصصت لعمل النساء الموظفات لدينا في الوزارة ،ثم التفت إليه وقلت وما لغرابة في ذلك هن قد جئن لأجل العمل وطلب الرزق وبعضهن لديهن شهادات عليا لا يحملها الكثير من الموظفين الرجال وقد أخبرني مسؤول بأنهن على مستوى عال من الكفاءة في العمل وأنهن يقمن بالعمل على ما ينبغي ثم قال بعبوس وحنق:إنهن سيزاحموننا على الوظائف وأن هذا الانفتاح في توظيفهن سيفتح أبواباً للفساد والشر ثم نظرت إليه مبتسماً وقلت له بأن المرأة التي تريد الفساد لا تحتاج بأن تعمل لكي تكون فاسدة، فهي ستكون فاسدة ولو أنها في المنزل، ثم لماذا أنت تعمم ولماذا هذه النظرة التشاؤمية السوداوية وسوء الظن؟! ،وكما أن ظروف الحياة تغيرت وتستدعي بأن يتشارك الرجل والمرأة في تكوين عشهما الزوجي لأجل شراء المنزل أو لأجل دفع كراءه والتعاون على أعباء الحياة وتربية الأطفال والدولة قد أتاحت الوظائف للرجال والنساء على حد سواء في القطاع العام والخاص وفرضت السعودة وأتاحت للمرأة العمل وأعطتها الفرص لكي تكون مساهمة في تنمية هذا الوطن إيماناً منها بأنها نصف المجتمع فهون عليك فهذه المرأة هي الزوجة والأخت والبنت وهي شريكتنا في بناء هذا الوطن بدلاً من المرأة الأجنبية فدور المرأة مطلوب كسيدة أعمال ومعلمه ودكتوره لعلاج المرضى وممرضة ومحامية ومهندسة ومخترعة ودكتورة جامعه ووزيرة وعضوة في مجلس الشورى إنه لدور مطلوب الآن عن أي وقت مضى لأن الوطن مقبل بإذن الله على نهضة شاملة تحتاج لتكاتف الرجل والمرأة ولدينا تاريخنا الإسلامي يدل على أن المرأة قد تولت مناصب مهنية كممرضات يعالجن الجرحى في الحروب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهن القاضية في العصر العباسي ومنهن من تولى الحسبة في عهد عمر إبن الخطاب وهي الشفاء بنت عبدالله وهي أول وزيرة في الإسلام حيث كان عمر يجلها ويأخذ بمشورتها وهي أول وزيرة للتجارة في عهده وولاها على نظام الحسبة في السوق بحيث جعلها على قضاء السوق بأن تفصل في المنازعات التجارية والمالية فالعبرة ليست بالجنس رجل أو إمرأة وإنما بالكفاءة والقدرة على العمل والعطاء في حدود مبادى الإسلام السمحة وهذه الدولة والحمد لله تحكم بالشريعة الإسلامية،وأبعد هذه الأوهام والوساوس من عقلك.
سلمان محمد البحيري