حتى لوكنت ذو جاه أو ثري فأنت فقير لله

إذا ظننت بأنك إذا أصبحت حاكماً أو ذا منصب أو ثرياً ستجد غايتك وتملأ نفسك بالحبور والسرور والسلامة الدائمة فأنت واهم، لأنك لن تجد نفسك إلا إذا ملئت روحك بالإيمان و تسعى للحياة الحقة به، وبدونه تصبح حياتك فارغة مهما امتلأت، وستفقد راحتك إذا خلت منه روحك ، فلا تتوقع بأن تمر عليك الحياة بدون أن تعاني من شعور بالتعب أو هم أو مرض أو حزن أو فقد، والله يريد بأن تعرف ضعفك بين يديه ومدى صبرك وجهاد لنفسك ومدى تقبلها لكل ما يحدث لها،فالحياة بالجوهر وليس بالماديات، فلا المظهر يبقىٰ ولا المادّيات تؤثر، وستعرف لاحقاً بأنك يجب أن  تتيقّن بأن قيمتك بدينك وخُلقك، بإدراكك للنّعم من حولك وامتنانك للنعم الصغيرة، وباستشعارك لنعمة صحّتك وأنك لا تنام بمهدئات وآمن في بيتك، و يكون الرزق بصديق صادق يحب لك الخير كما يحبه لنفسه مثلًا، أو أنك تقوم بمساعدة الغير لله سراً أو لعمل خير ليدخل السرورعلى الآخرين  أو قيامك بعمل أو علم ينفع الناس، أو من خلال تأمّـل بديع توصّلت إليه، وراحـة تجدها في نفسك لاتعلم سببها، وعافية أهلك وعافيتـك!  فأي شيء في الدّنيا يسـاوي نعيمًا كهذا؟

لذلك ستعيش وتجرّب الحياة، ستمرّ بما يسرّك و ما يسوؤك ستضحك و تبكي، وتأمن وتخاف، وتصح وتمرض، وتفشل وتنجح، وتفكّر بقلق قبل أن تقرّر، وستتجاذبك المتضادّات وستعيشها كلها، قال تعالى ” خلق الأنسان في كبد” لكن المهمّ أن تخرج منها بقلبٍ سليـمٍ صـادق موقن يعرفُ نعم الله عليك وأنه لن يخذلك،وأن تحبّ للنّاس ما تحبّه لنفسك من الخيـر والسعادة،فلا تظن بأن أمورك في الحياة ستسير كما تخيلت وتمنيت فالإيمان هو وسيلتك في الحياة ليجعلك تتجاوز المعاناة والظروف بنجاح،كما أن الأيمان خير لك في الرخاء إذا عرفت حق الله في نجاحك وتجارتك ومنصبك وعلمك لذلك ستشعر بالخير والبركة والسعادة وكذلك حينما تواجه المشاكل التي تواجهها هي تمحصك وبه يتحول ضعفك إلى قوة إذا أحتسبت ذلك لله،ولذلك الإيمان هو وسيلتك الوحيدة لجعل كل الأشياء سهلة خفيفة الوقع عليك ،لأنك تؤمن بأن الله معك وستشعر بأنك تتجاوز كل عثرة و كل مصيبة بالإيمان وسيصبح كل شيء يمر عليك يتم تجاوزه يقينا بالله، وتواجهه بإبتسامة ورضا لذلك ستعيش ضعفك وتنهض من كبوتك لتواصل حياتك وتحقق أهدافك.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …