الروح كادت تنتحر

يقول لي صديقي في حديث السمر بيني وبينه ” شعرت بأن روحي كانت تحتضر بعد فراقها وأستسلم الجسد طواعية للألم بعدما كادت الروح من شدة الألم تفلت من الجسد ، صرت اشعر ليس بضيق الأيام ومرارتها فحسب ،ولكن أصبح الكون بكبره وسعته أضيق علي من فتحة الأبرة ، أصبحت طريح الفراش لأكثر من أسبوع مذهولاً في كل ليلة في فراشي مصدوماً ،هل هذا حقيقة ماحدث محاولاً الهرب من الواقع الأليم ، ومحاولاً الهروب أيضا منها ولكني كلما أهرب منها أعود إليها،والقلب من شدة الألم كان يعتصرني والعيون احمرت  وأصبحت اشعر بحشرجة في الحلق وإختناق كانت رغبة البكاء تخنقني وحاولت مقاومة البكاء ولكني أستسلمت مرغماً و الدموع نزلت على الخدين حارة برغم برودة الشتاء ، حتى بكيت بكاء مراً ثم قمت فتوضأت وصليت لله ركعتين وطلبت منه أن يعفو عني وشكوت له الحال ، لكي أذود بروحي الباردة المظلمة الحزينة بعد رحيلهم عن زوايا و منحنيات عالم الأعماق الموحشة إلى النور والأيمان والأمان بقرب الله، لقد كنت أرى طيفها في كل مكان أذهب إليه حتى في السفر، وحتى في المنام لقد أصبحت أنظر إلى الحب كعذاب وبلاء وليس كنعمه ولقد أنقذني الله ثم العقل روحي وقلبي بالإيمان والأمل بعدما كدت أن أضيع في ظلمات الحياة بين اليأس والشك والأحزان والأوجاع، والحمد لله لقد شفيت من حبها وأصبح هذا الألم دافع لي بأن أحقق نجاحاً في حياتي حيث أصبحت أركز على عملي وتحقيق طموحاتي.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …