يقول لي صديقي في حديث السمر بيني وبينه ” شعرت بأن روحي كانت تحتضر بعد فراقها وأستسلم الجسد طواعية للألم بعدما كادت الروح من شدة الألم تفلت من الجسد ، صرت اشعر ليس بضيق الأيام ومرارتها فحسب ،ولكن أصبح الكون بكبره وسعته أضيق علي من فتحة الأبرة ، أصبحت طريح الفراش لأكثر من أسبوع مذهولاً في كل ليلة في فراشي مصدوماً ،هل هذا حقيقة ماحدث محاولاً الهرب من الواقع الأليم ، ومحاولاً الهروب أيضا منها ولكني كلما أهرب منها أعود إليها،والقلب من شدة الألم كان يعتصرني والعيون احمرت وأصبحت اشعر بحشرجة في الحلق وإختناق كانت رغبة البكاء تخنقني وحاولت مقاومة البكاء ولكني أستسلمت مرغماً و الدموع نزلت على الخدين حارة برغم برودة الشتاء ، حتى بكيت بكاء مراً ثم قمت فتوضأت وصليت لله ركعتين وطلبت منه أن يعفو عني وشكوت له الحال ، لكي أذود بروحي الباردة المظلمة الحزينة بعد رحيلهم عن زوايا و منحنيات عالم الأعماق الموحشة إلى النور والأيمان والأمان بقرب الله، لقد كنت أرى طيفها في كل مكان أذهب إليه حتى في السفر، وحتى في المنام لقد أصبحت أنظر إلى الحب كعذاب وبلاء وليس كنعمه ولقد أنقذني الله ثم العقل روحي وقلبي بالإيمان والأمل بعدما كدت أن أضيع في ظلمات الحياة بين اليأس والشك والأحزان والأوجاع، والحمد لله لقد شفيت من حبها وأصبح هذا الألم دافع لي بأن أحقق نجاحاً في حياتي حيث أصبحت أركز على عملي وتحقيق طموحاتي.
سلمان محمد البحيري