أتوق للتقاعد المبكر

أتوق إلى التقاعد المبكر،للتفرغ إلى القراءة والكتابة لشعوري بالتقصير،لأنني لم أستطع بأن أوفيهما حقهما ولأحساسي بالعطش الدائم ولم أصل لحد الإرتواء لأني في الكتابة لازلت أخطو الخطوة الأولى إلى رحلة الألف ميل فلا زال الطريق أمامي طويلاً، ويحتاج الأمر مني إلى الصبر والمثابرة وتطوير قدراتي وصقل حروفي وكلماتي،فلا زلت غير راضي عن نفسي فيما يتعلق بالكتابة وفي إعتقادي بأنني إذا اردت كتابة صفحة واحدة ، فإن علي قراءة عشرة كتب،برغم أنني كنت أكتب منذ عام 2011 ولي مقالات عدة في مختلف المجالات وخواطر وقصص وتغريدات ،وفكرة التقاعد المبكر تلح علي بإستمرار لأني أصبحت مثقلاً بالمسؤولية من جهة العمل والظروف العائلية وبعض الأعمال الخاصة حيث يأخذ مني ذلك وقتاً كبيراً، لذلك جاءت فكرة التقاعد المبكر وفكرت في ذلك وجدت بأنني سأكون مستمتعاً بوقتي في ممارسة الرياضة بالصباح الباكر والتنزه والسفر أحياناً، لكي أستطيع أن أكتب عن حيوات لم أكن أعلم عنها من خلال بيئات وحضارات مختلفة وهذا بلا شك سيساعدني كثيراً في موضوع الكتابة عن عالم الواقع والخيال،وإلى أني سأشعر بحرية وحيوية وإنفتاح على الثقافات الأخرى ،وهذا بلا شك سينعكس بالإيجاب على أسلوبي في الكتابة ويصبح أفضل عن السابق، وسيترتب على التقاعد المبكر بأن أركز وأجتهد في إصدار كتب لي وهدفي هو الوصول إلى المكانة التي أطمح إليها،لكي أكون معروفاً لدى النخبة المثقفة في وطني أولاً ثم في الخليج العربي وبعد ذلك الوطن العربي، وبعدها أتطلع للمرحلة القادمة بحيث تترجم بعض أعمالي إلى اللغة الأنجليزية وتكون موجودة على موقع شركة أمازون للكتب وهذا يحتاج لعمل مضني، لأجل ذلك أفكر في التقاعد المبكر ليس كسلاً أو لم يعد لدي أفكار جديدة،ولكن لابد بأن أتفرغ لشغفي وأعطية من وقتي وتركيزي حتى لايضيع تعبي لسنوات هباءً،فأنا لاأطمح لمنصب برغم بأنه قد عرض علي مؤخراً،ولكن ما أطمح إليه هو تسجيل إنجازات في الكتابة لكي يخلد أسمي بعد رحيلي وتفتخر بي زوجتي وأولادي وبناتي وعائلتي،ومن يحب لي الخير من أقاربي  ومن يهمه أمري من القراء ،لذلك صرت لا أكتب في الفترة الأخيرة أي شيء أو كيفما إتفق،بل أحاول بأن أكتب شيء مفيد ويلامس معاناة الناس أو يلامس قلوبهم  بالخير والأمل والتفاؤل والحب،لأن الحروف هي زادي في هذا العالم الذي بعضه موحش وتتصارع فيه وحوش سواء كان على مستوى الدول أو على مستوى الأفراد ،بحيث تسوده الكراهية والبغضاء والحقد والصراعات والقلاقل وإنعدام الإنسانية والأمل، فأردت بأن أرد ولو شيئاً يسيراً أخدم به ديني ووطني ومجتمعي الذي عشت فيه، فهذا حلمي الذي أسعى لتحقيقه واسأل الله  بأن يتقبله مني ويرزقني محبته ويرزقني القبول عند الناس.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …