لم تتخيل ساره أم إبراهيم المريضة الطريحة على الفراش منذ سنوات في المنزل بأن إبنها إبراهيم سيكون لديه بيت ملك ومفروش ويصبح لديهم خادمة وممرضة وسائق وسيارة خاصة جديدة لابنها إبراهيم وسيارة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة تكون مخصصة لها،وأنها لن تجد أي عناء في علاجها بأحد المستشفيات الخاصة الكبيرة في مدينة الرياض وذلك بدلاً من المستشفيات الحكومية التي قد بدأت مؤشراتها في النزول السريع منذ أكثر من عقدين من الزمن حيث أن المواعيد بالشهور وربما بالسنة ولايوجد استثناء عن ذلك إلا من كان له واسطة وياما جاءت في الإسعاف وجعلوها على سرير في الممر وكانت حالتها حرجة، كما أنها لن تنسى وقفة ذلك الرجل مع ابنها إبراهيم بعدما كاد أن يفقد الأمل في علاجها حينما رآه في البنك حيث كان إبراهم قد جاء للبنك عدة مرات لأجل الحصول على القرض لكي يصرف على علاجها ولكنهم ردوه أكثر من ثلاث مرات حيث كان طلبه يواجه بالرفض لإنه لا يوجد لديه ملاءة مالية لأن عليه قروضاً سابقة وبيتاً بالإيجار،لذلك كان في حيرة من أمره، ولكنه رفض أن يقول لها شيئاً أو يشعرها بذلك وقد فكر في بيع سيارته ووجد بأن قيمتها لاتغطي نفقة علاجها ، لأن المبلغ الذي يحتاج إليه كان كبيراً،وقد كانت تلاحظ عليه بأنه كثير الهدوء والصمت والتفكير، كما كانت زوجته مها تلاحظ ذلك أيضاً هذه الحيرة والذهول والهواجيس ولاحظت منذ شهور إذا تحسست وجوده معها في الفراش في آخر الليل لاتجده إلا في مكتبته إما أنه يفكر كثيراً أو يصلي وتسمع بكاءه وهو ساجد في صلاته أو يقرأ قرآناً أو يقرأ في كتاب وقد سألته في ليلة ما
– إن حالك لايعجبني لأني أراك شارد الذهن مابك ياإبراهيم هل هناك شيء يزعجك وأنا لا أعلم عنه ؟!
– لاشيء ياحبيبتي لاشيء اذهبي ونامي وارتاحي أنا كنت أقرأ فقط
– ولكن وجهك ونظراتك تقول غير ذلك وأنا قد لاحظت ذلك عليك منذ فترة ،أجل بالله عليك كيف أكون زوجتك وشريكة حياتك على الحلوة والمرة
-أتريدين الحقيقة ؟!
– نعم لو سمحت
– ماأمر به هو أزمة مالية خانقة وأمي مريضة وأنا عاجز بأن أفعل لها شيئاً وأخاف بأن أفقدها وأكون أنا السبب في تقصيري معها
– ولكنك ياإبراهيم تحاول بالذي تستطيع عليه ولم تقصر معها وأنت بار بها
– ولكن في هذه المرة الأمر مختلف ياحبيبتي لأن لديها عملية ضرورية والمفروض بأن تجريها في المستشفى وأنا أجلتها عدة مرات
– أجل يا إبراهيم خذ ذهبي وبعه وبثمنه أجري لها العملية ولا تدع أمك
– كما أن موعد دفع الأيجار للمنزل قد حل علي ولا أعرف ماذا أفعل
فذهبت مها لغرفتها وأحضرت علبة ذهبها وأعطته إياه
- خذ هذا ذهبي وتصرف به كما تريد وأنت قد إشتريته لي الله يكثر خيرك وماقصرت معي والآن هذا وقتي لكي أقف معك في الشدة
فأخذه منها
-أشكرك ياحبيبتي على أصالتك يابنت الأجواد وأنا إن شاء الله سوف أعوضك عنه ولن أنسى وقفتك هذه معي بالذات
-هذا من خيرك ياحبيبي وأنا وأنت واحد
-إذا غداً إن شاء الله سأتوجه لسوق الذهب وأبيعه لكي أسددد به قيمة الإيجار لأن مالك المنزل قد هددني بالشكوى لقسم الشرطة إذا لم أدفع الإيجار في وقته
وحينما جاء الصباح توجه إبراهيم إلى العمل ثم خرج من العمل إلى البنك في الساعة التاسعة والنصف وعندما دخل إلى البنك توجه إلى ماكينة الأرقام وأختار خدمة العملاء وأخذ رقماً لكي ينتظر دوره ولكنه لم ينتظر طويلاً لأنه لم يكن في البنك إلا 3 من العملاء وحينما جاء دوره جاء إلى الموظف تركي مدير خدمة العملاء
-السلام عليكم وأسعد الله صباحك
-عليكم السلام أهلا يا إبراهيم آمرني ماذا تريدني بأن أخدمك ؟!
-إن شاء الله مايأمر عليك عدو ولاكاره، أريد قرضاً بمبلغ مائة وخمسين ألف ريال
-أعطني بطاقتك الشخصية لوسمحت
فأعطاه إياها إبراهيم ثم أخذ ينظر تركي إلى حساب إبراهيم في جهاز الكمبيوتر
-أنت وضعك المالي لايسمح بأن تأخذ قرضاً
-ولكن أنا محتاج إلى هذا المبلغ ضروري جداً ولقد جئتك عدة مرات
وحينما هم إبراهيم بالقيام من عند تركي وهو حزين ناداه تركي
-أخبرني بالصدق لماذا تريد هذا المبلغ هل تريد أن تتزوج زوجة ثانية أو تسافر أو تشتري سياره؟!
فعاد وجلس إبراهيم على الكرسي وأخرج زفرة من الأعماق
-ياتركي أنا محتاج لهذا المبلغ لكي أجري لأمي عملية جراحية لأن حالتها خطرة وقد أجلت العملية عدة مرات ولا أملك سيولة كما أنها قد أصيبت بجلطة في المخ من قبل وهي تعاني من السكر والضغط وهي طريحة الفراش عندي منذ سنوات وأخاف بأن أفقدها وأنا أشعر بأني عاجز بأن أصنع لها شيئاً.
-هون عليك ياإبراهيم وأنا أكبر فيك هذا ووقوفك مع أمك وبرك فيها ، طيب هل عندك تقرير طبي حديث عن حالة أمك
-نعم إنه معي في السيارة
-إذاً أحضره لوسمحت لي لكي أرفقه مع طلبك للإدارة ويستثنوا حالتك لكي يوافقوا على القرض إن شاء الله وتتيسر الأمور
فذهب إبراهيم سريعاً إلى السيارة التي كانت واقفة بمواقف عملاء البنك وأخذ التقرير وعاد للبنك ثم أعطاه تركي وأخذ يقرؤه ثم نظر لإبراهيم
-بما أن وضع والدتك هكذا فأنا سأرفع طلب وأرفقه بصورة من هذا التقرير اليوم وقام وصوره وأعطى إبراهيم الأصل
-أنا سأتصل عليك غداً لأبلغك بما حدث
– أشكرك ياتركي على أنك قد أحييت بداخلي الأمل وإذا تم هذا الموضوع فأنا لن أنسى لك هذا المعروف
– الله يدبر لنا مافيه الخير ياإبراهيم
-أجل على أذنك سأذهب إلى عملي
ثم غادر إبراهيم البنك فأجرى تركي اتصالاً بالمليونير الشيخ عبدالله حيث قد وصاه بأنه إذا وجدت هناك معسر لظروف إنسانية خارجة عن إرادته وهو إنسان عاقل فأخبرني عنه وهو يتذكر وصية الشيخ عبدالله وكان الجوال يرن وبعدها بلحظات أجاب الشيخ عبدالله
-نعم كيفك ياتركي
-أنا بخير سلمك الله ،أتذكر يوم أن وصيتني ياشيخ عبدالله بأنني إذا وجدت شخصاً مديناً في حالة عسر شديدة فبلغني عنه
– نعم أتذكر ذلك وهل وجدت حالة تستحق العون ؟!
– قد جاءني رجلاً معسر وهو من عملائنا في البنك وقد تردد علي أكثر من ثلات مرات ويريد قرضاً بمائة وخمسين ألف ريال لأجل علاج والدته لأنها محتاجة لإجراء عملية جراحية في القلب كما أن بيته إيجار وقد حل عليه الإيجار وحالته مباركة وهو إنسان مستقيم وعلى خلق وهمه أمه وأسرته وقد أخذت منه تقرير المستشفى على أن أرفقه لإدارة البنك ولكنهم سيرفضون طلبه ولذلك قررت الإتصال بك
– بارك الله فيك ياتركي وديونه الأخرى المطلوبة في حسابه لديكم كم تقدر؟
– إن ديونه الأخرى هو قرض شخصي يقدر بمائة وعشرين ألف ريال وكان قد أخذها لأجل علاج والدته عندما تعرضت لجلطة في المخ وكما سدد منها أيجار المنزل
– هذا رجلنا المطلوب ياتركي ويستحق المساعدة لأنه رجل خير وبار بأمه ومتى سيأتيك ؟!
– قد أعطيته موعداً في الغد عند الساعة العاشرة صباحاً
– هذا جيد لكي نقابله جميعاً ونتفاهم معه
– أبشر طال عمرك سأبلغه وأحرصه بأن لايتأخر
– إذا أنا سآتيك قبله الساعه التاسعة والنصف وتكون قد جهزت لي تقريراً بالمبلغ الذي عليه وسأعطيك الشيك بالمبلغ الذي سيحتاجه ونسدد المبلغ الذي عليه لكي لايكون عليه أي التزامات
– إن شاء الله سأعد التقرير من الآن
ثم اتصل تركي بإبراهيم
– أبشرك بأن البنك قد وافق على طلبك ومرني غداً عند الساعة العاشرة لأجل أن توقع بعض الأوراق
-الله يبشرك بالخير وأشكرك ياتركي على اهتمامك والله يجزيك عني وعن والدتي بكل خير
– لا شكر على واجب يا إبراهيم
الجزء الثاني
وحينما أشرقت شمس الصباح توجه إبراهيم إلى عمله وعند الساعة 9،45 توجه إلى البنك حيث سيصل إلى البنك في الساعة العاشرة على حسب موعده مع تركي وحينما دخل إبراهيم البنك توجه مباشرة إلى مكتب تركي وسلم عليه وكان عنده رجل كبير في السن فتبسم في وجهه وسلم إبراهيم عليه وقبل رأسه فنظر له تركي
-تفضل أجلس على الكرسي الآخر وأعرفك على هذا الرجل هذا الشيخ عبدالله وهذا إبراهيم الذي قد كلمتك عنه فنظر الشيخ عبدالله إلى إبراهيم
– كيف وضع والدتك الآن
-هي مريضة على الفراش منذ سنوات وهي معي في المنزل وأقوم أنا وزوجتي على رعايتها وقد تدهورت صحتها في الفترة الأخيرة
-وكم المبلغ الذي أنت محتاج له؟!
-مبلغ تكلفة العملية والتنويم هو مائة وخمسون ألف ريال
-حسنا وكم الدين الذي عليك؟!
-الدين الذي علي هو مائة وعشرون ألف ريال
-ياإبراهيم اطمئن أنا سأوفر لك مبلغ العملية لوالدتك وسأسدد دينك الذي عليك في البنك وأنا سأتابع حالة والدتك عن طريق إدارة المستشفى
ففرح إبراهيم وأخذت عيناه تدمع
-لا أصدق ماأسمع وأراه الحمدلله الحمد لله جزاك االله بخير ياشيخ عبدالله والله إني كنت في ضيق وهموم لايعلهما إلا الله وأشكرك شكراً جزيلاً
-ياإبراهيم ماأنا إلا سبب والله سبحانه هو الذي ساقني إليك وأنا أريد بأن أشاركك الأجر في والدتك
ثم التفت الشيخ عبدالله إلى تركي
-أحضر لي الدين وأعط إبراهيم تخفيض لأنه سيسدد المبلغ الذي عليه كاش وهو رجل يستاهل
ثم حسب تركي المبلغ مع خصم 5%
بعدها اخرج الشيخ عبدالله دفتر الشيكات وكتب مبلغاً بقيمة مائة وخمسون ألف باسم إبراهيم وأعطاه إبراهيم
-تفضل ياإبراهيم وتستطيع بان تجري لأمك العملية وأنت مرتاح
ثم كتب الشيخ عبدالله شيك آخر بمبلغ 114000 ريال بعد أن تم الخصم 5% من القرض الشخصي لإبراهيم وسلمه إلى تركي وقال: سددوه الآن واعطوه مخالصة بالمبلغ
فنظر إبراهيم للشيخ عبدالله
-الله ييسر لك أمورك ويرزقك ويبارك لك في صحتك ومالك وأهلك ويفرج عنك دنيا وآخره كما فرجت عني همومي وأن يجلعه في ميزان حسناتك
ثم نظر الشيخ عبدالله إلى إبراهيم
-اللهم آمين سجل عندك ياإبراهيم رقم جوالي وسنتواصل معاً إن شاء الله فقام إبراهيم بتسجيل رقمه ثم اتصل وأقفل الإتصال بعد الرنين على الشيخ عبدالله قام الأخير بحفظه عنده في جواله
ثم استأذن الشيخ عبدالله
أنا لدي موعد في المحكمة
ثم سلم عليهم وخرج وحينما هم إبراهيم بالخروج ناداه تركي
انتظر قليلاً سأذهب وأحضر لك شيئاً فذهب تركي إلى الصراف وسحب مبلغ خمسة الآف ريال ووضعها في ظرف وأعطاها لإبراهيم
-هذه مني لك من أخ لأخيه
-هذا كثير وأنا لا أستطيع بأن أوفيك حقك ياتركي
– تعال معي ياإبراهيم عند موظف الصراف
-هذا يافهد الله يعافيك عميلنا إبراهيم وهذه صورة بطاقته ولاتستقطعوا منه أي مبلغ وهذا شيك القرض الشخصي أودعه عندك لأنه الآن سدد الدين الذي عليه ثم أعطاه إبراهيم الشيك الآخر للعمليه وقال يافهد إحرص فهو وراءه مشوار للمستشفى لأجل والدته
وبعدما انتهى إبراهيم من البنك شكر تركي وفهد على حسن تعاملهما وخرج من البنك وتوجه إلى سيارته وحين هم بالتحرك بالسيارة اتصل على المستشفى وأعطاهم رقم ملف والدته
-إذا كان بإلامكان أن والدتي تجري العملية اليوم فأجابه الموظف بعدها بلحظات
-أحضرها بعد غداً الصباح الساعة التاسعة صباحاً وتكون صائمة حيث سنجري لها تحاليل طبية وأشعة
-شكرا لكم وإن شاء الله بعد بكره سنكون عندكم على حسب الموعد
ثم تحرك إبراهيم بسيارته إلى عمله الحكومي وتواجد في مكتبه وأنجز عمله وبعد نهاية الدوام عاد إلى منزله وذهب إلى أمه في غرفتها وسلم عليها وقبل رأسها ويدها
-أبشري ياأمي فالمستشفى إتصلوا علي وقالوا لي عن موعد العملية بعد غد
-الله ينفع بها ياولدي ويكتب لنا مافيه الخير
ثم قاس الضغط لأمه والسكر واستأذن أمه وتوجه إلى غرفة نومه لتغيير ملابسه فوجد زوجته مها وشرح لها ماقد حدث ففرحت مها ودعت للشيخ عبدالله الذي قد فرج الله كربتهم بسببه
3- المستشفى
وحينما جاء موعد المستشفى أدخل إبراهيم سيارته في فناء المنزل عبر بوابة المنزل بعدما ألبست زوجته أمه ومشطت شعرها وطيبتها وقرب الكرسي المتحرك من سريرها وحملها بين ذراعيه وأجلسها على الكرسي ثم أركبها في سيارته وتوجها معا إلى المستشفى فاستقبلوها في الإسعاف وأخذوا يجرون لها فحوصات وأشعة وتحاليل وإبراهيم معها لايفارقها ثم بعد فترة أدخلوها لغرفة خاصة تمهيداً للعملية غداً في الصباح الباكر ثم اتصل أبراهيم بزوجته مها
-إن أمي الآن قد نومت في المستشفى وأنا سأكون مرافقاً معها وأكون بجانبها في غرفة العمليات
وبعد انتهاء المكالمة أخذ إبراهيم يطمئن والدته بأن نسبة نجاح العملية كبيرة جداً وأنه لاخوف من مثل هذه العمليات ثم أخذ يحدثها عن والده رحمه الله وحينما رأها مطمئنة مبتسمة ونامت خرج من عندها وكلم مديره أبو مشعل في العمل في الممر وأخبره بأنه الآن مرافق مع والدته في المستشفى وهو يريد إجازة من العمل حيث ستجري والدته العملية الجراحية غداً
-مايحتاج نعطيك إجازه ياإبراهيم أو أنك تأتي بالتقرير الطبي وأنت رجل عملي ومنضبط وأخلاقك حسنة مع الجميع ومتى ماانتهيت من ظروفك على خير إن شاء الله فتعال إلى العمل
-جزاك الله خير وماقصرت يابو مشعل
وبعد انتهاء المكالمة،قد أخذ الأطباء يتوافدون على غرفة والدته ويسألون إبراهيم عن ادويتها وهل تأخذها بانتظام وأخبروه بما يجب عليها فعله قبل العملية وبعدها بأن تكون صائمة غداً وأن تلتزم بالحمية والدواء بعد العملية ثم ذهب الإطباء
ونظر إبراهيم لوالدته
-نسيت بأن أحضر لك تراب التيمم من السيارة لأجل أن تتيممي به لأجل الصلاة عن أذنك
وذهب للسيارة وأحضره عائداً لغرفة والدته وعندما دخل غرفتها وجدها قد نامت لأنها كانت تشعر بإرهاق شديد بعد التحاليل والأشعة فتركها إبراهيم نائمة لأن ورائها عملية في الصباح الباكر وبعدما جاء العشاء قام إلى الكرسي وحوله إلى سرير وأخذ من الدولاب الذي في غرفة والدته لحافاً وتدثربه ونام بعدما أطفأ النور وترك بعض النور خافتاً وغط في نوم عميق وحينما سمع إبراهيم صوت أذان الفجر استيقظ وقام وتوضأ وصلى ثم إستيقظت أمه وقبل إبراهيم رأسها ويدها
-صباح الخير ياأمي كيف حالك اليوم ؟!
-قالت بخير والحمد لله ، أريد الحمام فقرب لها الكرسي من جهة سريرها ثم حملها ووضعها عليه وتوجه بها إلى الحمام ووضعها على مقعد الحمام ثم خرج من الحمام لكي تقضي حاجتها وبعدها بلحظات جاءت الممرضات ونظرن إلى السرير
-إين ماما
-إنها في الحمام
وبعدما فرغت أم إبراهيم نادت على ابنها فدخلت الممرضات ونظفنها وغسلنها وبعد ذك وضعنها على سرير ذي عجلات أدخلوه للغرفة ثم أخذنها معهم لغرفة العمليات وكان إبراهيم معهم وبعدها توجهوا لغرفة العمليات وبعد ساعة جاء فني التخدير وضعوا المغذي فيها وتم تخديرها وكان إبراهيم قد دخل معهم ووضعوا أم إبراهيم على السرير الذي تحت الكشاف والبسوا إبراهيم لبس غرفة العمليات والكمام ليكون مع الأطباء وهم يجرون العملية وبعدها بساعة ، أخذوها لغرفتها ثم فاقت من البنج ونظرت إلى إبنها إبراهيم وهي مبتسمة وإبراهيم ممسكاً بيدها ثم نامت لأنها تعرف بأن ابنها بجانبها لذلك نامت وهي مطمئنة ثم نام إبراهيم على الكرسي الذي بجانبها وبعد الضحى جاءت الممرضات وأخذن قياس السكر والضغط وبعدها أحضرن لها الإفطار وكان إبراهيم يؤكل أمه بيده.
4- بعد ثلاثة أيام
كان إبراهيم يلاحظ تحسن صحة والدته يوماً بعد يوم ،وعندها نزل إبراهيم في الدور الأرضي ليسأل متى ستخرج والدته ووجد الشيخ عبدالله فبادره بالسلام وقبل رأسه ثم سأل الشيخ عبدالله إبراهيم
-كيف حال والدتك الآن؟!
-هي قد أجرت العملية منذ أربعة أيام وهي الآن بخير
-أنا رأيت اسم والدتك في الملف عندما كنت أسأل عن وضعها الصحي في الإدارة واتضح لي بأنها قريبة لي من بعيد
-كيف ذلك
-إن والدتك تكون لوالدتي بنت خالتها
-معقولة ياشيخ عبدالله يامحاسن الصدف
-هل ممكن بأن أسلم على أمك الآن
-إذا أفاقت من النوم وهي ستكون سعيدة بسماع هذا الخبر وأنك قريب لها من جهة خالتها
-متى ستخرج أذاً
-لم يقرر الأطباء بعد ، فلذلك نزلت للإدارة وقلت يمكن أواجه أي طبيب منهم لكي اسأله
-إذاً أخبرها بأنني أود أن أزورها وأسلم عليها بعد العشاء الساعة الثامنة
-حسناً هي في الدور الثاني في غرفة رقم 214 وأنا موجود معها كمرافق ،طيب هل ممكن أعزمك على فنجان قهوة أو شاي من كوفي المستشفى
-شكراً لك ياإبراهيم أنا سأذهب لأن لدي موعداً مع مكتب عقاري وموعداً في الشركة وسأتصل عليك قبل الزيارة في المساء
ثم توجه الشيخ عبدالله عبر ممر المستشفى خارجاً عبر البوابة متوجها إلى سيارته
وأما ابراهيم فأخذ يتأمل ويفكر كيف أن الله سبحانه قد سخر لهم هذا الرجل الطيب واتضح في الأخير بأنه قريب لوالدته
وبعد صلاة العشاء رن جوال إبراهيم فنظر في الجوال وإذا الشيخ عبدالله المتصل فرد إبراهيم عليه
-أهلا مرحبا ياشيخ عبدالله
-أنا قادم بعد قليل ولكني في موقف السيارات في المستشفى
– أنا في انتظارك ياشيخ عبدالله
وبعدها بلحظات كان باب غرفة والدة إبراهيم يطرق وهو ينادي إبراهيم
-تفضل ياشيخ عبدالله
فدخل وسلم ثم سلم على أم إبراهيم
-الحمدلله على سلامتك ياأم إبراهيم وأجراً وطهوراً وخطاك السوء إن شاء الله
-الله يسلمك من الشر ياشيخ عبدالله
-ترانا أهل ياأم إبراهيم أنا أمي هي تكون بنت خالتك موضي
-الله يرحمهن جميعاً
-أجل أنت ولدها عبدالله والله أن الشبه ليس بغريب علي
-البركة في ولدك إبراهيم هو كان السبب في أن نتعرف عليكم وأن نتواصل معكم من جديد بعدما فرقتنا الدنيا وألهتنا في مشاغلها وبعدما توفوا الكبار تفرقنا
-الله يجمعنا وياكم على خير ويجمعنا بهم في جنات النعيم
ثم إلتفت الشيخ عبدالله إلى إبراهيم هامساً متى ستخرج الوالدة إن شاء الله بالسلامة
-يمكن غداً
وأثناء حديثهم جاء للشيخ عبدالله اتصال على الجوال فرد على المتصل
-حسناً سآتيك بعد قليل
وأنهى المكالمة والتفت إلى إبراهيم
-على إذنك أنا لدي موعد في مكتب عقار ثم استأذن داعياً لأم إبراهيم بالسلامة ثم ذهب الشيخ عبدالله إلى المكتب العقاري
وسلم على ناصر صاحب المكتب
-كيف سار الموضوع في فلة الملقا
-الأمور على خير مايرام وتمت البيعة
فأخرج الشيخ عبدالله دفتر الشيكات من الشنطة وكتب شيك بالسعي للمكتب
-أين صك الفلة ياناصر
-هذا هو الصك وهو باسم الرجل الذي ذكرت وألف مبروك
فأخذه الشيخ عبدالله ووضعه في الشنطة ثم نظر لناصر وقال
-تفضل هذا الشيك لأجل السعي والله يبارك للجميع
ثم اتصل الشيخ عبدالله على معرض المفروشات ومعرض للأجهزة الكهربائية على أن يتم تأثيث البيت كاملاً وتجهيزه بالأثاث والمكيفات والأجهزة الكهربائية من ثلاجات وفريزرات على أن يتم ذلك في خلال ثلاثة أيام ، حيث أراد بأن يكون ذلك في وقت وجيز وبعد ثلاثة أيام اتصل الشيخ عبدالله بإبراهيم
-بشرني عن والدتك عسى الأمور تمام الآن
-هي تحسنت كثيراً بفضل الله ثم بفضلك ياشيخ عبدالله
-الفضل بيد الله ياولدي إبراهيم وأنا أريدك بأن تمرني في مقر الشركة في حي المصيف على طريق الدائري الشمالي لأنني أريدك في موضوع هام ولاينفع بأن نتحدث على الجوال
-حسنا سأكون عندك بعدما تخرج والدتي من المستشفى وأوصلها إلى البيت
-إذاً أنا في انتظارك في المكتب ولا تتأخر
-إن شاء الله لن أتأخر عليك
وحينما جاء المساء وبعد صلاة العشاء كان إبراهيم قد بدأ في إجراءات الخروج وأخذ موعد قادم لأمه لأجل إجراء التحاليل وبعدما فرغ إبراهيم عاد لغرفة أمه وألبسها ومشط شعرها وعطرها وقبل رأسها ويدها ثم قرب الكرسي عند سريرها وأجلسها عليه وجمع ملابسها ووضعها في الشنطة ووضعها في حضن أمه وودع طاقم الأطباء والممرضات في القسم وهو يدفع بكرسي أمه ويسير بها إلى المصعد وأدخل والدته فيه ثم نزلا إلى الدور الأرضي وعبر من بوابة المستشفى إلى الخارج وتوجه إبراهيم إلى سيارته حيث كانت في المواقف الداخلية للمستشفى وفتح لأمه الباب ثم حملها واجلسها على كرسي السيارة الأمامي بجانبه وأخذ شنطتها وكرسيها ووضعهما في شنطة السيارة ثم ركب السيارة وتوجه إلى منزله الكائن في حي السويدي وحينما وصل للمنزل ضغط زر الريموت لبوابة المنزل وأدخل السيارة داخل فناء المنزل ثم فتح شنطة السيارة وأخرج الكرسي وشنطتها وأقفل شنطة السيارة وقرب الكرسي المتحرك وفتح باب السيارة من جهة أمه وحمل أمه وأجلسها على الكرسي المتحرك ووضع شنطتها في حضنها ثم أدخل والدته في غرفتها وحملها من على الكرسي ووضعها على سريرها وحينما رأتها مها قبلت رأسها ويدها
-الحمدلله على سلامتك ياخالتي والله البيت نور بحضورك
-الله يسلمك يابنت الأجواد
ثم دثر إبراهيم أمه وقبل رأسها ويدها قال هل تريدين شيئاً أحضره لك يا أمي
-الله يعافيك ياإبراهيم وييسر أمرك لاأريد إلا سلامتك
ثم التفت لزوجته
-أنا عندي موعد مع رجال وسوف أذهب وأعود بعد ذلك هل تريدين شيئاً أحضره معي لكِ
-لانريد إلا سلامتك ياحبيبي
ثم توجه إبراهيم إلى السيارة في فناء منزله وفتح باب السيارة وأدار المحرك ثم فتح الباب بالريموت كنترول وتوجه إلى شمال الرياض عن طريق الدائري الجنوبي الغربي وبعدها بساعه كان قد وصل إلى مقر شركة الشيخ عبدالله على حسب وصفه على الدائري الشمالي في حي المصيف وحينما دلف إبراهيم إلى العمارة إلى مقر الشركة سأل عن الشيخ عبدالله فقالوا له هو هناك في ذلك المكتب وحينما وصل ورآه الشيخ عبدالله قام له وحياه وسلم عليه
-حيا الله إبراهيم وكيف حال الوالدة الآن
-هي بخير إن شاء الله
ثم نادى الشيخ عبدالله على العامل وحينما جاء نظر الشيخ عبدالله لإبراهيم
-ماذا تشرب ياإبراهيم
-كوب ماء
ثم أخرج الشيخ عبدالله ورقة من الشنطة وأعطاها إبراهيم
-هذه لك فافتحها ياإبراهيم وحينما أخذها إبراهيم وقرأها
-هذا غير معقول ، أنا لاأصدق هذا كثير ياشيخ عبدالله
-هذا ليس بكثير عليك لأنك بار بأمك وقد تحملت العناء والحمل الكبير لأجل ذلك فأنت بطل
ثم تلعثم إبراهيم ودمعت عيناه……
-لا أستطيع أن أعبر لك عن مدى شكري وامتناني فالتعبيرعاجز
-لاشكر على واجب ونحن إخوان وأهل وأبشرك بأن البيت مفروش بالكامل ،فتعال لبيتكم بملابسكم فقط ونحن أيضا كجيران في حي واحد فالبيت في حي الملقا
وإذا حضرتم للمنزل وارتحتم فأخبرني فنزالتكم عندي ولكن أخبرني متى تريدونها في أي يوم وهل غداء أو عشاء
-أخجلتنا بكرمك ونبل أخلاقك ياشيخ عبدالله ولا أستطيع أن أوفيك جمايلك التي غمرتنا
-ولاجمايل ولاشيء والشكر لله يابني وإذا ذهبتم لبيتكم الجديد سأتي أنا وزوجتي وبعض العيال لكي نسلم عليكم ونتعرف عليكم ،ولكن أريد بأن لا تخبر أحداً بموضوع الفلة وفرشها وأجعله سراً بيني وبينك ولا أريد أحداً يعلم بها إلا الله ثم أنا وأنت
ثم أخرج الشيخ عبدالله من الشنطة إستمارتين لسيارتين
-هذه إستمارتين واحدة لسيارة لك والأخرى لسيارة الوالدة وهي خاصة بذوي الإحتياجات الخاصة إذا أرادت مراجعة المستشفى أو زيارة أحد ،وهناك ثلاث فيز لممرضة وخادمه وسائق سوف أجعلهم يعلمون في منزلكم على حسابي وهم سيحضرون لكم خلال شهرين وهذا ريموت بوابة المنزل
الله يطول في عمرك ويعطيك الصحة والعافية وأنا مهما عملت فلن أوفيك حقك ياشيخ عبدالله
-أنا أريد بأن تكون والدتك مرتاحة وأنت تكون مرتاحاً ومستقراً وكما أعرض عليك بأن تعمل معي في الشركة إما أن تتفرغ أو بعد العصر فأنا بحاجة لشاب مثلك أمين وذي خلق كي يساعدني لأن أولادي مشغولين عني في أعمال لهم خارج الرياض فواحد في الجبيل والآخر في ينبع وأنا قد كبرت في العمر.
-دعني أفكر ياشيخ عبدالله واستخير الله وأرد لك خبر
وحينما هم إبراهيم بالخروج قام معه الشيخ عبدالله وخرجا جميعاً وبعدما ركب إبراهيم سيارته أخذ يفكر وهو عائدُ إلى منزله بأن الله قد جازاه على صبره وبره بأمه خيراً كثيراً، وكان الله يمتحنه في الظروف الصعبة والحالكة، كما أن هذه من دعوات والدته له دوماً وكان يفكر أيضاً بعرض العمل الذي قال عنه الشيخ عبدالله وهل سيتفرغ له من الصباح أم سيعمل من بعد العصر إنه عرض لايفوت مع رجل مثل الشيخ عبدالله وسيجعلني أستطيع بأن أقوم برعاية أمي وأسرتي على أكمل وجه ،وبينما هو مشغولُ في أفكاره وطموحاته لم يشعر بنفسه إلا وهو واقف أمام بوابة منزله ففتح البوابة بالريموت كنترول وأدخل سيارته ثم أقفلها وحينما خرج من السيارة توجه فوراً إلى دار أمه ليطمئن عليها فوجدها تغط في نوم عميق، فخرج من عندها ثم صعد مع الدرج إلى غرفته فوجد زوجته وألقى عليها السلام فقامت له زوجته مها وقبلت جبينه وأخذت غترته وعقاله وعلقتها على الشماعة ونظرت إليه
-أراك سعيداً جداً هذه الليله هل هناك شيء ؟!
-أبشرك نحن لن ندفع إيجار هذا البيت وسننتقل إلى بيتنا الجديد في حي الملقا
-بيتنا كيف ؟! وطيب هذا البيت
-سنتركه وننتقل في بيتنا ملكنا حيث ظهر أسمي في الصندوق العقاري والبنك وافق أخيراً في الفترة الماضية على التمويل العقاري أيضاَ والبيت جاهز حتى أنني قد فرشته والمطلوب فقط بأن تأخذوا ملابسكم وسرير أمي وأغراضها
-واو الحمدلله الحمد لله أخيراً خلصنا من هم الإيجار ورزالة صاحب المنزل الذي أزعجنا وهددنا بالطرد من البيت، طيب هل أحضر لك العشاء
-ياليت فأنا ميت من الجوع
وبعدها بلحظات كانت مها قد جهزت عشاء شهياً مع الشاي والماء البارد ثم أكلا سوياً
ثم نظرت مها لزوجها إبراهيم
-طيب حتى المطبخ والمواعين
-أتركوها فهناك كل شيء،ولكن خذوا الأشياء التي في الفريزر والثلاجات والرز والسكر والتمر وماتحتاجونه من المستودع
البيت الجديد
وفي صباح مشرق قام إبراهيم لكي يساعد زوجته فوضعوا الأغراض في الشنط وبعض الأشياء في الكراتين واتصل بشركة نقل لكي يأتوا وينقلوها للبيت الجديد مع سرير أمه وأغراضها وحينما جاء العصر جاء العمال بكراتين معهم أيضاً ووضعوا بعض الأغراض وغلفوا جيمع الأشياء ثم بدأوا يتحميلها في الشاحنة ثم أخذ إبراهيم والدته في السيارة وأركبها من الأمام وأما زوجته وولداه فقد ركبوا في الخلف ووضع كرسي أمه في شنطة السيارة
بعدما أعطى إبراهيم العمال الوصف للمنزل والموقع على جوالهم، ثم توجهوا لمنزلهم الجديد في حي الملقا شمال الرياض وبعدها بساعه وربع كان قد وصلوا للمنزل ففتح إبراهيم بوابة المنزل بالريموت كنترول ثم أدخل سيارته ثم فتح الباب وخرج من السيارة وأنزل الكرسي المتحرك من شنطة سيارته وأجلس والدته عليه ودخل العمال بالسيارة بعد ذلك وأخذوا ينزلون الأغراض ثم وجههم إبراهيم أين يضعون كل شيء في مكانه
ثم عاد إبراهيم لوالدته
-أبشرك يايمه هذا بيتنا إشتريناه وهذا من فضل الله ثم بفضل بركاتك ودعاك
-جعله الله منزلاً مباركاً ياولدي وهذا بيت واسع ويبهج الخاطر
ثم أدخلها ومعه زوجته مها وهم يرون كل غرفة في المنزل ثم رأوا مصعداً أيضاً داخل البيت فدخلوا في المصعد حتى صعدوا جميعا للدور الثاني وتفرجوا على مافيه من غرف وأثاث وقالوا ماشاء الله تبارك الله ثم نزلوا في المصعد مرة أخرى ورأوا المجالس والصالة ثم مروا بالغرف بجانب بعض فنظر إبراهيم لوالدته
-هذا جناحك ياأمي وهذه غرفة لك سيكون فيها السرير وهذه غرفة أخرى مقابلة لك للإستقبال وبجابنها غرفة للمرضه لو أردنا ممرضة
-الله يوسع لك في رزقك وييسر أمرك ويبارك لك ويسعدك مثل ماأسعدتني ياولدي والله يبارك لك في زوجتك وعيالك ويسعدكم في الدينا والآخرة
-هذا بيتك باأمي وأنتي الداخلة فيه ونحن الخارجين منه وبعدما وضعوا العمال كل الأغراض في الأماكن المخصصة حاسبهم إبراهيم وخرجوا بسيارتهم واقفل إبراهيم بوابة المنزل بالريموت كنترول ، ثم ذهب بوالدته يدفع كرسيها ومعه زوجته إلى المطبخ ورأوا مافيه من أواني وفرن وميكرويف وبرادة للماء وهناك ثلاجة كبيره وفريزر وثم مروا بالمستودع فوجدوا بها ثلاجة كبيرة وفريزراً كبيراً وأرفف وخزانات للأرز والسكر والجريش ثم توجهوا لفناء المنزل ونظروا إلى الحديقة الغناء باأشجارها ونخلتها الباسقة ، ثم ذهبوا لملجس النساء وصالة الطعام وكانت رائعة وفخمه وقالت مها :ماشاء الله الحمد لله هذا البيت الذي كنت أحلم به ثم أخذت مها تجهز أغراض خالتها في دولابها وفرشوا سريرها وبعدها مها وضعت ملابسها في الدولاب و العطور والمكياج على التسريحة ثم وضعت أغراض الأولاد في دواليبهم وكان كل طفل له غرفة بأثاثها،ولم يأتِ العشاء إلا وهم منتهون من ترتيب كل شيء ثم جلس إبراهيم في المجلس وحيداً واتصل على الشيخ عبدالله ليشكره على المنزل وأثاثه
-جعل الله منزلا مباركاً ياإبراهيم ، أجل متى تريدون نزالتكم هل تريدونها غداء أو عشاء
-فلنجعل وليمتك بكره الجمعه عشاء
– أجل ادع إخوانك وأخواتك ياإبراهيم
-إن شاء الله ولكنهم مسافرين وليس هنا إلا أختي وسوف أدعوها
ثم ذهب إبراهيم لزوجته
-قريبنا الشيخ عبدالله عازمنا بكره على العشاء في منزلنا جهزوا القهوة والشاي والنعناع والبخور.
-الله يحييهم
-وأختي سوف تأتي وعيالها وأخواني مسافرين وربما تأتي أختي بعد صلاة الجمعة لكي تجلس مع أمي
-الله يحييها وكل من حضر
مساء الجمعة
وعندما حل مساء الجمعة كان مساءً مميزأً وكأنه كان احتفالاً بأن حياة إبراهيم ووالدته وأسرته سوف تتغير للأفضل وهو حفلة بأن الأيام المرة والظروف الصعبة قد ولت وستكون الأعوام القادمة هي الأفضل والأجمل والأسعد، وحينما جاءت الساعة التاسعة والنصف مساء كانت أخت إبراهيم هي أول من حضر مع أبنائها وسلموا على جدتهم سارة وخالهم إبراهيم وزوجة خالهم مها ثم أخذ الأولاد الصغار يلعبون معاً وبعدها بنصف ساعة كان الشيخ عبدالله قد حضر ومعه إخوته الثلاثة فهد وعبدالرحمن ومساعد وذلك حينما سمع صوت الجرس وفتح لهم الباب وحياهم بأجمل ترحيب ورافقهم حتى دخلوا للديوانية فعرف الشيخ عبدالله ‘خوته بإبراهيم وعرف إبراهيم بهم ،ووضح الشيخ عبدالله بأننا أقرباء من جهة خالته موضي وأصبحنا جيران وأردنا بأن نضع لهم وليمه بهذه المناسبه أحتفالا بهم وبمنزلهم الجديد
-حياكم الله ياشيخ عبدالله والأخوان وهذه الساعة المباركة لنتعرف عليكم وإن شاء الله يستمر التواصل فيما بيننا
ثم دار الحديث فيما بينهم في مواضيع شتى ومعه القهوة والشاي والنعناع
حتى تم وضع العشاء على طاولة الطعام بعدما أحضر المطعم العشاء وقامت مها بوضع الترتيبات على طاولة الطعام من ماء ولبن وبيبسي وملاعق وشوك وصحون وسكاكين وفاكهة وبعدما انتهت أخبرت إبراهيم ثم دخل إبراهيم على ضيوفه
-تفضلوا عشاكم جاهز فدخلوا وقالوا ماشاء الله ، الله يجعله منزلاً عامراً وبدأوا في تناول العشاء وبعدما فرغوا من تناول العشاء غسلوا أيديهم وتوجهوا للديوانية وأخذوا يحتسون القهوة والشاي ثم جاء إبراهيم بالبخور ثم نظر إبراهيم للشيخ عبدالله وأخوانه
-اريدكم بأن تواعدوني القابله أو التي بعدها أما غداء أو عشاء
-اسمح لنا ياإبراهيم مانقدر نواعدك لأننا مشغولون والإخوان عندهم سفر وإرتباطات من قبل ، لكن إن شاء الله أوعدك بأن يكون لنا لقاء في الفترة القادمة ولكن قبل أن نمشي نريد أن نسلم على الوالده
-هي الآن قد دخلت في غرفتها ونامت لأنها تنام مبكراً
-إذاً بلغها سلامنا وسنمر عليها إن شاء الله في وقت آخر لنسلم عليها
-الله يحييكم في أي وقت وهذا بيتكم
ثم استأذنوا وكان إبراهيم في وداعهم عند الباب وبعدها دخل إبراهيم وجلس مع أخته التي باركت له ولهم في المنزل وبعدها بلحظات جاء سواق أخته ثم استأذنت وذهب أولادها معها ، ثم أخذ إبراهيم يساعد زوجته في المنزل وبعدها صعد إلى مكتبه بجانب غرفته لكي يقرأ ماتيسر من القرأن ثم صلى لله ركعتين شكراً ثم استخار لله في عرض الشيخ عبدالله وجد نفسه مرتاحة .
يوم السبت
وحينما صحى إبراهيم قبل صلاة الفجر توضأ وصلى لله شفعاً ثم الوتر ثم نزل لوالدته ووجدها مستيقظة فقبل رأسها ويدها وأحضر لها التيمم لكي تتيمم وتصلي وهي على سريرها ومشط شعرها وعطرها وأخذ يتحدث معا قليلا قبل أذان الفجر ثم صلت ركعتين قبل أذان الفجر وحينما أذن الفجر صلى ركعتي الفجر في بيته ذهب إبراهيم إلى المسجد على رجليه حيث يبعد عن بيته 200 متر ، وحينما عاد إبراهيم من المسجد بعد طلوع النور وجد زوجته قد أعدت لهم القهوة وفرشت عند الحديقة وبعدما طلعت شمس الصباح جاء إبراهيم إلى امه
-مارأيك يأامي لو نجلس في فناء المنزل عند الحديقة فالجو جميل لكي نحتسي القهوة جميعاً هناك وخاصة أن شمس الصباح مفيدة لك
-شورك باإبراهيم وهداية الله ، توكلنا على الله
فقرب إبراهيم الكرسي المتحرك وحمل والدته وأجلسها فيه وخرج بها إلى الفناء وجلسوا جيمعا عند الحديقة وشربوا القهوة ثم التفت إبراهيم لوالدته
-إن إبناء خالتك الشيخ عبدالله وإبراهيم وعبدالرحمن وفهد بعدما تعشوا أرادوا بأن يسلموا عليك البارحة ولكنكِ قد نمتِ
-الله يسلم الجميع والله يحييهم في أي وقت
وتناولوا جميعا الإفطار وجلسوا حتى الساعة التاسعة والنصف صباحاً وبعدها دخلوا إلى داخل المنزل
ثم إتصل إبراهيم بالشيخ عبدالله
-أشكرك على عزيمتك وعلى كل شيء قد صنعته لأجلنا وأنا قد إستخرت الله في العمل لديك في الشركة وقررت في البداية بأن أعمل معك من العصر حتى أعرف العمل وبعد ذلك في المستقبل أقدم أستقالتي من عملي الحكومي وأعمل لديك متفرغاً من الصباح
-وهو كذلك وأنت ذكي ياإبراهيم ومرتبك معي إذا عملت في العصر سيكون عشرة الآف هذا غير النسبة وأما إذا تفرغت للعمل معي من الصباح فسيكون راتبك هو 25 الف ريال غير النسبة والله يوفقنا جميعاً
-هذا عرض مغرٍ وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك وأنا ساكون يمينك وعصاك التي لا تعصاك بإذن الله
-إذن على بركة الله
-سأبدأ إن شاء الله معك من بداية الشهر الميلادي الجديد أي بعد ثلاثة أيام
-إن شاء الله وأنا في إنتظارك
ثم أنهى إبراهيم المكالمة وهو سعيد سعادة لاتوصف.
العمل الجديد
ذهب إبراهيم إلى مقر الشركة يوم الثلاثاء ووقع معه الشيخ العقد على أن يكون عمله لمدة سنة من الساعة الرابعة مساء وحتى الساعة العاشرة مساء وكان الجميع سعيد بهذه العلاقة التي تطورت إلى عمل مابين الاثنين والعائلتين وقد أراد إبراهيم أيضاً بأن يحصل على الترقية بعد سنة ثم يستقيل من عمله الحكومي ليوقع العقد مع شركة الشيخ عبدالله كمتفرغ ليعمل من الصباح من الساعة التاسعة والنصف وحتى الخامسة والنصف مساء وبدأ إبراهيم العمل وكان مسروراً في بيئة عمله الجديدة وكان كل يوم يكتسب خبرة واتضح له بأن الشيخ عبدالله متمكن وله خبرة وثقافة وعلاقات واسعة في عدة مجالات وليس فقط في العقارات والمقاولات وهو معروف لدى التجار وله مصداقية وسيرته عطره وقد تعلم منه الكثير واكتشف بأن لديه الخبرات والحنكة وحب فعل الخير حيث كل رمضان يساهم في إطلاق المعسرين في السجون ومساعدة الأسر المحتاجة من الأقرباء والغرباء وتعلم منه الصبر والحلم وفن التعامل مع جميع العقول من الناس من العامة والمثقفين والتاجر والفقير وكان في جميع الحالات متواضعاً لايتكبر أويتفاخر بماله أو حسبه ونسبه، وبعدها بعام وقع الشيخ عبدالله العقد مع إبراهيم كمتفرغ للشركة بعدما ترقى إبراهيم وقدم استقالته، وبعدها فتره عين الشيخ عبدالله إبراهيم مديراً للشركة ، حينما رأى في إبراهيم الكفاءة ونظافة اليد والأمانة الحزم والعزم في مايتعلق بمصالح الشركة لمن أراد التلاعب بها من الأجانب ولذلك كان الشيخ عبدالله يخلفه في رئاسة الشركة بالنيابة عنه إذا سافر فأصبح إبراهيم قيادياً فذاً ولقد جاءته عروض مغرية من بعض الشركات المنافسه ليعمل لديهم ولكنه رفضها وبعدها بعامين توفي الشيخ عبدالله بعدما تعرض لأزمة قلبية ، فحزن عليه إبراهيم حزناً شديداً وصلى على جنازته وشارك في دفنه وأخذ العزاء مع ابنائه وإخوته ،وبعدها أرادوا أولاده إدارة الشركة بأنفسهم فقدم إبراهيم إستقالته من الشركة ، ثم أنشأ له شركة للعقارات والمقاولات وبدأ بدايات بسيطة ثم أخذت تنمو رويداً رويدأً بسبب خبرته في شركة الشيخ عبدالله رحمه الله، حتى أصبح لها فروع في مناطق المملكة ، لاتساع نشاطها بسبب النهضة التنموية التي تشهدها السعودية في كافة المجالات.
سلمان محمد البحيري