الروح واللمسة الطبيعية

قرأت مقالاً في جريدة العين،بأن الصين قد نجحت في صنع أول ربوت في العالم بحيث أنه قادر على كتابة المقالات وأن بإمكانه كتابة 300 كلمة في الثانية كما رأيت مقطع يوتيوب في هذا الشأن يتحدث عن ربوت يستطيع الترجمة وكتابة المقالات وإجراء المقابلات الصحفية وطرح الأسئلة وبذلك يحل مكان الإنسان في الأعمال  الصحفية، والعجيب بأنني قد رأيت مقطع يوتيوب آخر بأن هناك ربوت طاهي ويستطيع وضع المقادير بدقة وبإمكانه تخفيض درجة حرارة الفرن عند الحاجة في عملية الطبخ،ومن خلال التأمل في هذه الروبوتات وجدت بأنها تعمل من خلال إعطاءها التعليمات والبرمجة المطلوبة وتأتي هذه الربوتات نتيجة لعمل الباحثين في الذكاء الإصطناعي وكل هذه الإختراعات جيدة ولكن لايجب بأن تأتي على حساب وجود الإنسان ولايجب بأن تعطى الضوء الأخضر في كل شيء لأن هذه الروبوتات تفتقد للروح والمشاعر واللمسة الإنسانية لأنها الآلات وغير طبيعية،وخاصة في كتابة المقالات والترجمة و الطبخ،فمثلاً في الطبخ لا أعتقد بأنها ستكون بنفس الجودة البشرية المحترفة، لأننا لازلنا نفتقد نكهة طعام أمهاتنا وجداتنا، لأن غالبية النساء الآن لسنا محترفات ، فالطبخات الشعبية لايمكن للمطاعم إتقانها فكيف بالربوتات ،وأقرب مثل على ذلك عملية شواء اللحم أو الدجاج على جمر الحطب لايمكن مقارنته بالشواء على الفرن الكهربائي أو الشواية الكهربائية،وكما أن القهوة في آلة الأسبريسو ليست بنكهة القهوة المطحونة يدوياً وتعمل في الكنكة، وكذلك القهوة العربية حينما تنقى و تنظف وتغسل وتحمص يدوياً وتترك حتى تبرد ثم تطحن على مقدار الدله ،وكذلك تواصلنا مع بعضنا بشرياً بحيث نرى بعضنا ولمس الأيدي طبعاً أفضل من التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، إذاً الحياة الطبيعية رائعة وإذا إفتقدنا الروح واللمسة الطبيعية في حياتنا أصبحت حياة مملة وسامجة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …