المثالية تحطمنا إذا شعرنا بأننا أفضل الناس علماً أو عملاً أو فكراً على الإطلاق وعندما نظن بأننا سنحصل على أعلى تقييم إيجابي من الآخرين و في كل شيء نريده من خلال أداء مثالي وسريع،وتذكرت قصة النبي موسى عليه السلام حينما سأله بنو اسرائيل من أعلم الناس ؟! قال:أنا أعلم الناس فعاتبه الله على ذلك برغم أنه النبي في ذلك الزمان، و كانت قصته مع الخضر وكذلك في التقوى حينما سأل موسى الله عن من هو جليسه في الجنة؟! فأخبره الله عن طريق جبريل بجاره في الجنة وهو جزار ولكنه كان باراً بأمه، وتذكرت حديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه))؛ رواه مسلم، فلذلك مهما آتانا الله من التقوى والعلم و الذكاء و تحقيق الإنجازات فهناك من هو أفضل منا فعندما نعي بأن هناك من هو أتقى منا وأعلم منا وأكثر قدرة منا في تحقيق الإنجازات فسنتواضع في علمنا وعملنا وتعاملنا، ولذلك في حياتنا العملية حينما نريد أن نحقق حلماً فان علينا القيام بوضع خطة لأجل الوصول للهدف ومن الطبيعي أن نعترف بالفشل لأننا سنواجهه في كل مرحلة ولكن علينا إصلاح ذلك الفشل في كل مرة حتى نخرج بعمل مكتمل يصل بنا للهدف المطلوب.
سلمان محمد البحيري