بعد رحيلها،لم يفكر في أي فرصة ما لكي تجمع مابينهما مجدداً،وربما كانت الصدمة والألم من الأسباب في دخوله شرنقة العزلة والتدثر بها كل هذا الوقت،وكانت رؤيته لها بالصدفة قد أنعشت روحه و إعتبرها رسالة من الله وفألاً حسناً لكي يكسر روتين أيامه المتشابهة،ولكن كبريائه قد منعه من الاقتراب منها وقال في نفسه وهو ينظر لها:إنكِ تشبهين مزنة في مراويح الصيف في شهر أبريل قد جاءت على حين غرة وبللت روحي، كما كانت الكتابة من بعدك هي الجرعات الشافية لروحي والتي تجعلني بالقلم أخوض في حديث لم يسعفني الوقت بأن أعبر به لكِ أو أن أقوله لكِ مباشرة، من خلال بيت شعر أونثر أو خاطرة أو قصة أو رواية كان القلم هو صديقي الذي يطبطب على قلبي ويداوي روحي وجروحي بعد الله ويجعلني أتسلل إليك لأراك ولو بالخيال إلى مناطق بعيدة وأن أحلق بجناحان أحدهما بالحب والآخر بالأمل فكانت الكتابة ملاذاً آمناً للهرب من الألم والتحرر من قيود حبك وكحياة لي وأوكسجين يجعلني أتنفس ،وشعرت بعدها بأنني قد تحررت من الشرنقة وأصبحت كفراشة رائعة بها ألوان جميلة تتنقل من وردة إلى زهرة ومن شجرة إلى أخرى،وأصبحت حراً طليقاً في حياة جميلة مستمتعاً بها،وأدركت بأن الذي نفقده في حياتنا يعوضنا الله عنه بأشياء أجمل وحيوات رائعة،وكما عرفت بأن الحياة لا تأتي على ما نشتهي ونهوى بالمقياس بالسنتمتر والملم ولكن يهيئ لنا الله أمور فيها خير لنا، نحن لم نكن نعلم عنها إلا فيما بعد وتكون لنا فيها كل الخيرة.
سلمان محمد البحيري