أنا لا أكتب إلا حينما يكون لدي مشاعر صادقة من خلال قلبي أو بعض الأفكار من عقلي أو حينما يجعلني أحدهم أتشارك معه في فكرته ، أو عندما أقرأ كلمات جميلة فيكون لدي الفضول في اقتباسها، أنا لم أكتب لاجل الشهرة ولم أفكر بكيفية الوصول لها، ولكني اكتب لأجل الراحة و الاستمتاع أكتب لأني أشعر كأني أستنشق الهواء النقي وأشرب الماء البارد الزلال وذلك من خلال تجاربي في الحياة أو تجارب الآخرين أو من خلال الخيال أو مما قد قرأت في القديم والجديد ثم أعيد كتابته بطريقة أخرى وبمشاعر وبأفكار مختلفة، فالكتابة تساعدني على فهم نفسي وعلى فهم الآخرين كنت ولازلت أجد فيها العزاء والسعادة والفرح وتفريغ الحزن والهموم وجلب الطاقات الإيجابية حيث أشعر معها بأن القلم ينتشي بالحب والأمل والتفاؤل والتأمل والنجاح ويبكي بدموعه على الورق عند الفقد والشوق والخذلان والصدمة والرحيل والجحود، بالإضافة للقراءة في بعض أمهات الكتب والروايات كانتا الكتابة والقراءة الغذاء الروحي والفكري لي حيث كنت انغمس فيهما في عزلتي، كنت أجد فيهما السلو و الهدوء والسكينة بعيدا عن الناس والبعد عنهم أحياناً غنيمة وكان الرفيق الثالث هو فنجان قهوتي حيث أشربه في مكتبي بالعمل أو بمكتبي بالمنزل أو بمحل كوفي أو في حديقه مع كتاب ورقي أو الكتروني أو صوتي وأما الرفيق الرابع فهو المشي حيث أشعر بثقة و براحة نفسية وأشعر بأنني قوي و رشيق و أخف حركة، لذلك قررت بأن اجعل هذه اللحظات لنفسي بدون شريك وأما الرفيق الخامس فهو خلوتي بالله حيث أصلي عدداً من ركعات الوتر ما أستطيع، حيث كنت أتكلم مع الله في كل شيء وبدون خجل وكان دعائي يخرج من القلب وأقرأ بعدها ماتيسر لي من القرآن فبهذه الأمور استطعت بأن أجمع نفسي وأقويها وأصفيها من بعد ماتراكمت الهموم والآلام عليها وأعدت ترتيب أماكن بعض الأشخاص في حياتي ومنهم من قد حذفته، لأني لست بحاجة لطاقاتهم السلبية لذلك كان لي الحق في أن أطوي صفحاتهم المعتمة، وأفتح صفحات بيضاء جديدة مع مستقبل أفضل ومع أشخاص أتعلم منهم ويعرفون قيمتي جيداً، لذلك وجدت الراحة كثيرا حيث كانت هذه المرحلة من الوحدة تقريباً لمدة ثمان سنوات، فهذه الوحدة مع نفسي كانت لي شفاء، لأنني اكتشفت أن كثرة الاختلاط بالناس تسبب لك التشتت والغربة، وأن لنفسك عليك حق، فالوحدة هي تكون بمثابة التفكير بهدوء والتأمل والاهتمام بنفسك بعدما كنت مشغولا عنها بالمحيط الخارجي، وهي الفلترة لك كي تكون الرؤية لديك واضحة وتكون روحك شفافة وتشعر بأنك لست مثقلا بالهموم.
سلمان محمد البحيري