الروائح والذكريات الجميلة والحزينة

الله سبحانه قد منح للإنسان نعمة حاسة الشم حيث خلق له12مليون خلية عصبية في الجزء العلوي من الأنف بحيث تمتص الروائح وتقوم بتمريرها إلى الدماغ عبر العصب الشمي لتصل للبصلة الشمية فتقوم بمعالجة الإشارات،لذلك كانت حاسم الشم لدى الإنسان قادرة على إستدعاء ذكريات مع أشخاص أو أمكنة أو أشياء قد حدثت في مراحل الطفولة أو المراهقة والشباب والنضج،فبعض الناس يحبون روائح المطر و الأرض بعد المطر والتي يسميها العلماء بحموضة المطر حيث أنها عبارة عن تفاعل مواد كيماوية الموجودة في الغلاف مع الزيوت المتطايرة من الأشجار والنباتات الموجودة في البيئة،كما أن بعض الناس يحبون رائحة القهوة العربية وهناك من يحب الزهور البرية المتواجدة في الأعشاب البرية مثل الرمث والخزامى والنفل ورائحة حطب السمر عندما تشعل النار ورائحة الشواء سواء كان لحماً أو دجاجاً أو سمكاً أو شواء الذرة الصفراء أو الكستناء، والناس لاينسون ايضاً رائحة أكلة جميلة قد صنعتها جدتاتهم و أمهاتهم أو قد تناولوها في مدينة أخرى أو بقرية أو في دولة حينما سافروا لها ، كما أن هناك من يحب رائحة البحر والنهر والبحيرات والشلالات والإستمتاع بسماع ورؤية خرير الماء و أمواج البحر،كما أن هناك من يحب رائحة الأشجار العطريه مثل شجر البخور والأرز والصنوبر وهناك من يحب البخور والزيوت التي تؤخذ من هذه البخور،وهناك من يحب رائحة الشموع المعطرة والعطور المستمدة روائحها من الطبيعة و الروائح العطرية المستخلصة من الفاكهة مثل الخوخ والبرتقال والبطيخ والشمام ،كما أن هناك من يحب القهوة السوداء والكاكاو والشكولاته ورائحة الورود مثل الياسمين والجوري والتوليب والقرنفل والفل، كما أن هناك من يحب رائحة نسيم الصباح ورائحة المزرعة و الأشجار والنخيل والبعض يحب رائحة الكتب والمخطوطات والتي عبارة عن مركبات كيماوية الموجودة في تصنيع الورق والذي يصنع من مادة السليلوز مع قليل من الكحوليات المعطرة، والبعض يحب رائحة الجلد فتجده يشتري المعاطف والشنط والحذاء الجلدية، وهناك من يحب روائح الشامبوهات ذات الرغوة المعطرة في البانيو أو الجاكوزي لكي يكون رائحة بدنه منعشة وزاهية طوال اليوم،فجميع هذه الروائح تولد لدى الإنسان طوفاناً من الذكريات لايمكن ينسى أو يتم تجاهله فحاسة الشم  عامل حسي تستدعي للمخ الأصوات والصور والذكريات والتجارب السابقة مع من نحب أو تذكرنا بصور عن أشخاص قد فقدناهم.

سلمان محمد البحيري 


عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …