6أخوة وأخوات

ليس جديدا أن نسمع عن مشاريع ناجحة تدار من المنزل، لكن الجديد أن يدار المشروع من قبل ستة أشقاء وشقيقات على نحو مؤسسي.

لقد استطاع ستة من أبناء الرشيد إدارة مشروع #وجبات_15_ثانية، الذي انطلق من تطبيق إنستاجرام، لمشاركة الصور والفيديوهات بشكل مدهش. يوزع الأشقاء المسؤوليات فيما بينهم باحترافية تفتقرها بعض كبريات المؤسسات. رزان (سنة ثانية جامعة متخصصة في علاج نطق وسمع)، ورغد (في السنة التحضيرية متخصصة في العلوم الصحية) تتوليان إعداد الطبخات وتصويرها. أما غادة (تدرس دكتوراة في الأدب الإنجليزي بكندا) تقوم بالترجمة، والأخت الصغرى ريما، تقوم على تصوير وإخراج الطبخات. في حين يعمل محمد (يدرس هندسة كيميائية مبتعث داخليا من شركة سابك) على متابعة أعمال الحساب إعلانيا. أما سامي، مهندس الاتصالات، وطالب الماجستير، فدوره يتمثل في تسويق الحساب ودعمه بحكم عمله واستثماره في شركة متخصصة في التسويق الإلكتروني.

أثمر هذا التعاضد والتناغم والتعاون بين هؤلاء الإخوة عن متابعين تجاوزوا مليونا و500 ألف، وعوائد ليست بعيدة عن هذا الرقم خلال أشهر قليلة.

كلمة سر نجاح هذا المشروع، الذي توالد عنه غير مشروع هو التكاتف بين أفراد الفريق الواحد والتنظيم الفائق بينهم.

عندما يحسن فريق ما في عمله نقول إنهم يعملون كأسرة واحدة، فكيف إذا عملت الأسرة كأسرة؟ ستكون النتيجة مذهلة ولا مثيل لها.

يخبرني سامي أن والديه هما (بركة) العمل. فأمه تشرف شخصيا على طهي ابنتيها وتوجههما. أما أبوهم فكان الداعم الأول. كان يدرك نجاحه قبل أن ينجح. يؤمن بأن أبناءه عندما يلتئمون ويتخذون قرارا لن يقف أحد في طريقهم.

الحقيقة التي يجب أن ندركها أجمعين أن هذه النتيجة الساحرة التي حولت حسابا في إنستاجرام إلى علامة تجارية ستسفر عنها مشاريع متعددة في المستقبل القريب، لم تتكلل بالنجاح إلا بعد تحديات عدة أهمها الالتزام والانضباط تجاه الواجبات والمسؤوليات.

كل شيء تستطيع تحقيقه، إذا جمعت قلوبا معا. عندما تنبض القلوب بصوت واحد سيسمع ضجيجها العالم بأسره.

الكاتب عبدالله المغلوث
المصدر مدونة عبدالله المغلوث
http://almaghlooth.com/?p=916#more-916

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً