تحدي غريب ومقزز

أن يكون هناك تحدي في تسلق الجبال أو بالمشي أو الإبحار في قارب شراعي لمسافات طويلة أو تحدي الأمواج العالية من خلال ركوب لوح وهي ماتسمى برياضة الركمجة ، أو يكون التحدي في إصابة هدف بعيد بالبندقية أو بالسهم ثابت او متحرك أو التحدي في الفروسية بسباق الخيل أو التحدي في الإختراعات والأمور التقنية فهذه أمور كلها محمودة وتستحق العمل والعناء لأجلها ،ولكن أن يكون التحدي لأجل الأكل بكميات كبيرة جداً لدرجة التخمة أو الإستفراغ فهذا شيء غريب ومقزز ،وأحياناً يكون التحدي في اكل مواد ضارة مثل مسحوق الغسيل أو حشرات سامة،فهذا يتنافى مع العقل ، حيث أن هناك في العالم ملايين من الجياع آخذ في الارتفاع، وفي إحصائية من الأمم المتحدة في هذا الشأن  حيث بلغ 821 مليون شخص في عام 2017 أو واحد من بين كل تسعة أشخاص، وذلك وفقا لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2018 فإذا كان المتحدي نهم ويريد أكل بكميات كبيرة ،فلا داعي للتصوير أو الدخول في مسابقة ،لأجل أن هناك بشر يموتون من الجوع وذلك يجلب للشخص المتحدي المتاعب أقلها العين هذا عدا الضرر الصحي في المدي القريب أو البعيد ،كما أن هناك بعض الأشخاص مشهورين  بالعيون الحارة “النضولين “حيث يستطيع الحاق الضرر إذا رأوا ذلك، وكما جاء في الدين بأن العين حق ،والعائن يستطيع بنظرة من عينه بأن يقتل جملاً بكامل عافيته وقوته، لأن نفس العائن حاسدة وبها شح و شفاحة وفقيرة حتى لو كانت تملك الملايين ،فأقول لهؤلاء المتحدين بالأكل بشراهة كبيرة، رفقاً بأنفسكم ثم بالمحرومين في العالم الذين يتابعونكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،والأفضل لكم أن تخوضوا تحدي يرتقي بكم وبمجتمعكم وبالتالي الإنسانية وليس في أكل كميات كبيرة ويكون هناك تصوير لما يجري، ثم ماذا سيستفيد الأطفال والشباب الناشئ من ذلك، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” ((ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)) وهذه الوصفة النبوية للصحة، والإنسان يأكل ليعيش وليس يعيش لأجل أن يأكل.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …