عبث قلمي

البوح بالكلمات سهل بالنطق صعب بالفعل لما يحمل من معاني ، فمنه مايقع كالرصاص ،بقلم حبر أو رصاص يمحى مع الدهر،ماكتب على تلك الورقة الصامته،التي تقبلته بصد أبيض، ليحمل في طياته ماسطر، فيبقى أمانة في خزينتها الأمنه التي لايطلع عليها أو يرى مافي داخلها ، إلا من كتبه بأنامل يديه ، كي يبقى خوفاً عليه من الفقد والنسيان مع الزمن .

فمنه مايشع القلب نوراً عند رؤيته للمكتوب بها ،وينشر رحيق الأمل ببقاءه ، ويبعث الإحساس

المرهف والشغف لما كان في الماضي ، ليخلق إبتسامة بريئة بين شفتيه في وجه من كتبه.

ويرسم من جديد طريقاً أخر بالتفاؤل للوصول الى ماأراد .

ومنها ما يرسم ليل موحش مليء بالظلام تعمه الوحدة والخوف وشعور بالضعف ،

فيضيق الصدر لرؤيته ، فيشعر بالإنكسار لرجوع أحداث تجربة حياته الماضية ،التي عاش بها وأنتهت كقطرة المطر بأرض جافة ، فهذه حياة الإنسان تجعل منه مؤلف قصص قد تكون واقعية ،

أو من رسم خياله ، ويعجز هو أيضاً عن فهم ما دار بها من أحداث !

وهل واكب لو جزء بسيط منها بالرضا أو الغضب؟

فليس كل مايخط على تلك الورقة حقيقة ، وإنما يبقى مخبأ بها لايصل إليها إلا من كتبها،

قيبقى مطوياً في سجل دفتره الأمين كالزجاجة في جوف البحر .

فكثير من الأشياء لاتكون كما تبدو في الظاهر.

بنت الحجاز

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …