حينما جأني الإشعار من الأحوال المدنية على الجوال منذ شهر تقريباً بأن بطاقتي الشخصية ستنتهي في غرة شهر واحد بالسنة الهجرية الجديدة،فبادرت بحجز موعد في موقع أبشر بقسم الأحوال المدنية وقد أعطاني عدة خيارات في منطقة الرياض وقد أخذت موعداً في فرع الأحوال المدنية بمول الرويال في الساعة الواحدة يوم الثلاثاء الموافق 4/1/1441هـ وثم ذهبت للأستديو الذي في حي الصحافة وصورت صورة شخصية مقاس 4في 6 وصورت بطاقتي الشخصية وحينما جاء الموعد في الوقت المحدد يوم الثلاثاءوذهبت قبل الموعد بنصف ساعة،وكان في ذهني تلك الفوضى التي قد رأيتها منذ عشر سنوات بمقر الأحوال المدنية الوحيد بالوشم ولكن عندما وصلت لمول الرويال وسألت عن مقر فرع الأحوال المدنية فأخبروني بأنه في الدور الثاني فركبت المصعد وحينما وقف المصعد رأيت أمامي مقر الأحوال المدنية فرع للرجال وفرع آخر للنساء فتوجهت لفرع الرجال وحينما هممت بالدخول قال لي رجل عسكري ماذا تريد فقلت عندي موعد اليوم الساعة الواحدة لأجل تجديد بطاقتي الشخصية فقال لي معك ورقة الموعد فقلت قد صورته بجوالي من موقع أبشر فأريته الموعد من جوالي فقال تفضل وقال أذهب هناك عند الطاولة وخذ نموذج لتعبئته وأرفقه مع صورة البطاقة والصورة الشخصية وتوجه لموظف الإستقبال ليعطيك رقم وتنتظر على أحد الكراسي فشكرته وعبيت النموذج وذهبت لللإستقبال في طابور قصير وحينما وصلت للموظف كانوا موظفين شباب كلهم حيوية ومقابلتهم لطيفة مع الجميع وتفاجأت من التنظيم الرائع فختم النموذج والصق الصورة الشخصية وضم صورة البطاقة معها وأعطاني أوراقي و رقم فجلست في الإنتظار وكان أمامي حوالي عشرين شخصاً وماهي إلا لحظات حتى سمعت و لمحت رقمي في لوحة الأرقام فتوجهت للموظف ، وسلمت عليه وأعطيته الأوراق وأستقبلني بإتسامة وكلمات جميلة فجلست على الكرس أمامه ،فقال لي ضع السبابة في جهاز البصمة فوضعت أصبعي وقال إستعد لكي أصورك وأنظر للمرآة بجانبك فنظرت للمرآة وفعدلت من غترتي وعقالي وأعتدلت في جلستي وثم صورني ثم قال لي أنظر للصورة في شاشة الكمبيوتر إذا كانت صورتك مناسبة نعتمدها أو نأخذ لك عدة صور حتى ترضى على واحدة منها،فقلت له تمام الله يعافيك وتوكل على الله، وبعدما إنتهي الموظف قال لي بعد يوم أو يومين ستأتيك رسالة إشعار على جوالك لأستلام بطاقتك فخرجت وأنا ممتن لأنني لم أتعرض للمتاعب ولا للزحام والجلسة كانت مريحة للمراجعين،وجآني إشعارفي يوم الأربعاء اليوم التالي بأن بطاقتي جاهزه لكي أستلمها ،وليس كما مراجعتي لأحوال الوشم منذ عشر سنوات،حيث كان المراجعين كثيرون جداً وهم ينتظرون عند الباب الخارجي حيث كان مغلقاً،وحين فتحوا الباب تدافع الناس ومنهم من فقد حذائه وسقطت أشمغتهم وعقلهم وحدثت مشادات كلامية مابين بعض المراجعين ولم أنتهي من المراجعة حينها إلا الساعة الثانية برغم أني قد حضرت من الساعة الثامنة صباحاً وكان الموظف قد قال لي ستسلم بطاقتك بعد ثلاثة أيام،وأكتشفت من حديثي مع المراجعين في ذلك الوقت بأن غالبيتهم قد جاء بعد صلاة الفجر عند باب الأحوال المدنية الخارجي،ومنهم من قد جاء لكي يستلم رقم لكي يبيعه فقط على من يأتي متأخراً في الصباح حيث يبيعه بخمسين ريال أومائة ريال حيث نشأ عن ذلك فساد إداري وسوق سوداء ،فنظام أبشر قد سهل على الناس مراجعتهم فيما يتعلق بالجهات التابعة لوزارة الداخلية سواء كان في الجوازات من جواز سفر أوإقامة أونقل كفالة أو فيزا للإستقدام أو المرور من رخصة وإستمارة أو بالأحوال المدنية مثل البطاقة الشخصية أو شهادة الميلاد أو التبليغ عن حالة ولادة وخلاف ذلك فهذا التطور التقني قد سهل على الناس مراجعاتهم لتلك الدوائر الحكومية في سلاسة وهدوء ونظام وسرعة من خلال أخذ موعد قبل المراجعة في نظام أبشر،وهذا يتواكب مع توجه الدولة لتكون المعاملات إلكترونية بدون ورق إن أمكن ،وهذا ماينبغي أن تكون عليه جميع الجهات الحكومية لأن ذلك يقضي على الفساد الإداري والمالي والسوق السوداء ،ولايعطي فرصة لضعاف النفوس،وهذه هي الأحوال ليس فقط في الأحوال المدنية ولكن في وطني ولله الحمد وإلى الأمام ومن تقدم إلى تقدم بإذن الله.
سلمان محمد البحيري