الشتاء يجعلني مشرقاً

في الشتاء يسعد الطفل الذي بأعماقي ،أشعر بأنني أريد بأن أمشي كثيراً وألعب تحت المطر ويأسرني منظر السحاب و قوس قزح وأتخيل بأنني أتزحلق على جميع ألوانه،أحب فصل الشتاء لأنه يجعلني أشعر بالأناقة ولبس الملابس والأحذية الملونة والخروج في النزهات البرية أو في الشاليهات أو المزرعة مع الأهل أو الأصدقاء ، كما يشدني الجلوس أمام الموقد الذي أشعل فيه حطب من شجر السمر، الذي رائحة زكية والتدفء وأحب صنع القهوة والشاي والحليب والزنجبيل وشوي الكستناء والذرة الصفراء على هذه النار وأعشق الأطباق الشتوية مثل المراصيع والحنيني والمحلى والمرقوق والقرصان والهريس والجريش والحديث والضحك مع الأسرة والأحبة والأصدقاء، وبرغم أن هناك فترة من الشتاء يكون فيها الجو بارداً جداً ولكن حينما أدفئ نفسي وأكون منكمشاً في الفروة أو البشت الصوف أو في البطانية أشعر بالسعادة ،كما أعشق صباحات الشتاء لأن الطيور تغني بسعادة ونسيم الصباح يكون منعشاً وأعشق المشي في بعض الحدائق و أماكن المشي بهذه الأجواء التي يكون من حولها أشجار وزهور ونخيل وجلسات جميلة ، كما أن هذا الجو يساعدني في القراءة والكتابة لأنه يغمرني بمشاعر الحب والسعادة ويكون مزاجي عالي ومتفائل حينما أرى قطرات المطر تطرق نافذتي ليلاً أو في الصباح الباكر، وأعشق المطر حينما أشم رائحة الأرض والأشجار والزهور بعد الإرتواء حينما يصفعها المطر، ففصل الشتاء هو سحر بالنسبة لي ، نعم هو يذكرني بمن فقدتهم ويجعلني أشتاق لهم ولكن الحمد لله على كل حال لله ماعطى وله ماأخذ، كما أعشق شمس الصباح والمساء الذهبية في البرد، فأشعر كأنها أم حانية تمسح على رأسي ووجهي بحنان ودفء وتقول لي “لابأس عليك ستكون أفضل” وأشعر بأنني أعشق الحياة أكثر وأكون محباً لنفسي وللآخرين والحيوانات والطيور، لذلك أنا أستمتع بأشعة الشمس الحانية عند الشروق وفي الضحى وبعد العصر وعند الغروب، أشعر بالرومانسية وأعشق الطبيعة أكثر وأكون كثير التأمل في هذا الفصل بالذات هو وفصل الربيع ولكن لولا الله ثم الشتاء لم يكن الربيع جميلاً فالشتاء والربيع هما تؤم والخريف والصيف تؤم أيضاً، لذلك في الشتاء أشعر بالحياة وبمشاعر إيجابية حيث الحب والأمل والتفاؤل والتأمل لأنني أرى قطرات المطر تحيي الأرض من بعد العطش والجفاف، لذلك أحيانا بعد سقوط المطر بغزارة وتوقف المطر أذهب لرؤية سد وادي حنيفة وسد الدرعية وسد حريملاء وأكون سعيداً حينما أرى السدود ممتلئة وعندما أرى السيل يمشي في الأودية كما أشعر بسعادة المزارعين و من لديهم الأنعام حيث المزارعين يشعرون بأن الماء قد إرتفع في الآبار وينعكس ذلك على طعم الماء حيث يصبح طعمه حلواً وأما مربي الأنعام يسعدون بخروج الربيع لكي تتغذى عليه أنعامهم وينعكس ذلك على صحتها وألبانها ولحومها لأنها تتغذى على الأعشاب البرية على إمتداد البراري والفياض ولايتكلفون بشراء علفها، لذلك الشتاء يشحنني بالطاقات الإيجابية ويجعلني مشرقاً.

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …