الخلطة السرية للإنتصار بمعركة الحياة

حينما أصحو من نومي في كل صباح ،أحمد الله على أن منحني حياة يوم جديد ،وعلى أن مد لي في العمر لكي أعبده وأشكره وأحمده على العافية، وهذا أول مايتبادر إلى ذهني في كل صباح حيث أجعل بداية نهاري بشعور طاغي للإمتنان لله كثيراً ،واسأل نفسي ماذا قدمت من أعمال صالحة لله؟!،وماهي القيمة الحقيقة التي سأتركها تخلد ذكري بعد رحيلي؟! فأجعل صباحي له ترانيم شكرعلى آلاءه الكثيرة والتي لاتعد ولاتحصى وشاكراً له على حلمه وإمهاله لعبده الضعيف، لذلك مهما عبدت الله وشكرته وحمدته وكنت دوماً ممتن له، فأنا لن أوفيه حق شكر نعمة واحدة من النعم مثل البصر أو السمع أو الشم أو الذوق أو الإحساس أو العافية عموماً ، فسبحانه المنعم علي بنعمه الكثيرة والتي لايمن علي بأسبابها ، ومن شكره سيزيده الله من نعيمه لقوله تعالى “ولئن شكرتم لأزيدنكم  ” فالإمتنان أشعر بأنه يجدد حياتي ويشعرني بنعم الله الصغيرة والكبيرة علي، بحيث يهمس في أعماقي بأن هذه النعم التي ترفل بها، هناك الكثير من يتمنى جزء صغير منها، ولكنك إذا عتدت عليها بدون أن تعرف قيمتها فلن تشعر بها وستعتقد بأن حياتك طفش و لاجديد فيها وليس فيها شيء مميز،لذلك الإمتنان يشعرني بالرضا ويشعرني بقيمة الحياة بعيدا عن الروتين اليومي وأن الله قادر على أن يحرمني من إحدى هذه النعم أو جميعها، فلذلك أحمده دوماً لكي يبارك لي ويزيدني من نعيمه، كما أنني أكون ممتناً لبعض الأشخاص في حياتي الذين كانوا ولازالوا رائعين حيث أراهم دوماً مبتسمين ومتفائلين وأسمع منهم دوماً الكلمات الجميلة، وفي أوقات الشدة أجدهم بجانبي كما يشاركوني في سعادتي ،وأكون ممتناً أيضا لمن ألهمني من الأشخاص الذين من حولي، أو الذين لا أعرفهم ولايعرفونني من خلال الكتب وورش تعلم المهارات أو مقاطع اليوتيوب، وأكون ممتناً حتى لو أشعر بداخلي عتمة حيث أتقبل ذلك وأقول” الحمد لله على كل حال” وأطلب العون والإستخارة منه و ليقيني بأنها ستنجلي كسحابة غائمة ، لتذكري نعم الله علي التي كانت لاتعد ولاتحصي في السنوات الماضية، فلماذا أحزن الآن بسبب إختبار صعب فاجأني به القدر ولخبط حساباتي وبسبب ذلك أجحد كل نعم الله التي قد مرت علي واكون مستلسماً لليأس والحزن خلال هذا الفترة وكأني لم أرزق بخير ونعم قبل ذلك،فالإمتنان هو خلطة سرية من اليقين بالله والأمل والتأمل والتفاؤل وهي أكبر نعمة حيث تشعر الإنسان بالقوة وبالرضا والسكينة وجمال الحياة وبعكس الإمتنان يكون الجحود ، فالجاحد لايحبه الله و لايحبه الناس، لأنه لايرى فضلاً لأحد عليه قد أنقذه أوساعده حينما إحتاج.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …