في السابق كان يقال على معتزل الناس بأنه مريض نفسياً ،ولكننا في مراحل من حياتنا صرنا نبحث أحياناً عن العزلة بعيداً عن الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء ليس ذلك تعالياً عليهم،ولكنه بحثاً عن الهدوء والتأمل و الإيمان بالله ثم بنفسك والتفكير بروية،و بحثاً عن إلهام إيجابي فنحن نحتاج للعزلة في أماكن هادئة للاستجمام لكي نفهم أنفسنا وتقييم ماعملناه وماعلمناه بحياتنا قبل أن نتمكن من محاولة فهم الآخرين وفهم الحياة ،لأجل أن نخفف مانشعر به من أعباء ضغوط العمل ومسؤوليات الحياة، لكي نرتاح يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله ”إن الخلوة مع النفس تهذيب لها، ومراجعة عقلية لما يمر بالمرء من تجارب يومية، إذا أحسن المرء ترك ما يشغله وروّض نفسه على التأمل والهدوء وهي من أفضل الوسائل لإفراغ الضغوط من النفس وتحفيز الخيال وإنعاش العقل ما ينعكس حتى على الصحة العامة.”وقال إبن سيرين ” العزلة عبادة”
وكما قال الفضيل بن عياض” ما أجد لذة ولا راحة ولا قرة عين إلا حينما أخلو في بيتي .” ، فالعزلة كطوق نجاة في عالم سريع جداً يموج بالقلق والاضطرابات والتغيرات السريعة لذلك العزلة نحتاجها لكي نريح أعصابنا وبسببها بعد الله نشحن أرواحنا بطاقات إيجابية ونفرغ الطاقات المحزنة واليائسة منها، وأحياناً بها نلهم بأفكار إيجابية خارج الصندوق ونحولها بعد ذلك إلى أشياء ملموسة ونقطف ثمارها في حياتنا.
سلمان محمد البحيري