هي مُتعبة وغيورة ولا تحب شريكاً لها

حينما ينتهي الكاتب من كتابة نص مثل خاطرة أو قصة أو رواية أو سيرة ذاتية فإن الكتابة تداوي الندوب التي بالأعماق ولكن بألم مما يجعل الكاتب يشعر بالإرهاق في ذلك اليوم، لأن الكتابة تمتص من قلب الكاتب وروحه وأعصابه، فالكتابة تصطاد الكُتاب الذين فقدوا من يحبون أو خذلوا بسبب علاقة مزيفة أو من لديهم إحساس مرهف بآلام الآخرين، كما أنها غيورة وقد تأتيك الفكرة في أي وقت ممكن عند النوم أو بوقت مرضك أو إرهاقك أو قد تزورك في مكان الدراسة أو العمل أو حينما تكون بالطريق وأنت تقود سيارتك أو حينما تكون في نزهة بالحديقة أو بالبرية أو بالشاليه أو عند البحر أو في السفر أو حتى وأنت تعوم في المسبح أو عندما تستمتع بحمام منعش في الجاكوزي أو بالبانيو أو تحت الدش،فلذلك هي تحتاج منك الإهتمام والوقت والصبر والحلم والمبادرة بتسجيلها كفكرة ، فإذا لم تمنحها الإهتمام فهي ستهرب منك وقد لا تعود وإذا عادت لاتعود إلا بشق الأنفس لأنها أشد تفلتاً من الأبل،وهي لاتستغلك وتطلب منك مالاً ولكنها ستقطعك أحياناً عن محبيك أو عن تلبية دعوه من اصدقاءك أو أقرباءك هي مُتعبة وغيورة ولاتحب شريكاً لها ، ثم بعد فترة من الزمن سيكون ماقد كتبته وجبة شهية تلتهمه العقول التي تعشق القراءة، دون أن يشعروا بماعانيته عند كتابة كل كلمة ونص.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …