الروح الرياضية في الإسلام

يعتقد البعض أن الرياضة هي بفرض الوصاية على الآخرين عن طريق المكانة الإجتماعية أو عن طريق التنافس الغير شريف عن طريق التدليس أو الغاية تبرر الوسيلة ولقد جاء الإسلام ليهذب ويسمو بالنفوس ويصحح ماقد حدث في الجاهلية مثل حرب داحس والغبراء حيث وقعت هذه الحرب في نجد بين قبيلتي عبس وذبيان ولقد إستمرت أربعين سنه وأما قصة الحرب أنه أقيم سباق بين حصان وفرس لعدة أيام في الصحراء وقد كان داحس حصانا لقيس بن زهير والغبراء فرسا لحذيفة أبن بدر فأمر أبن بدر لإتباعه أن إذا رأيتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فأعيقوه حتى تفوز الغبراء ففعلوا ذلك وفازت الغبراء ولما أنكشف الأمر أشتعلت الحرب بين عبس وذبيان والتي شاركت فيها أيضا عدة قبائل عربية . ولقد جاء الإسلام بعد ذلك وأقر هذه السباقات ولكن بقبول أمري الهزيمة والفوز من غير تعصب ولاضغينه حيث هذب النفوس ولقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أروع الأمثلة حيث كانت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ناقة أسمها العضباء وكانت لاتُسبق فجاء إعرابي على قعود له فسبق ناقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فشق ذلك على المسلمين فقال مالكم ؟! فقالوا سُبقت العضباء فقال عليه الصلاة والسلام إنه حق على الله عزوجل ألا يرتفع شيئ من الدنيا إلا وضعته . رواه البخاري وفي حديث آخر مع أم المؤمنين عائشة حيث كانت مع النبي في سفر ولقد إقترع قبل السفر وجاءت القرعة على عائشه وكانت عائشة في وقتها صغيره وفي الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه تقدموا وبقي مع زوجته عائشه وقال ياعائشه تسابقيني ؟ وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم فتسابقا فسبقته وقالت عائشة رضي الله عنها فلما كان بعد حين وأكتنزت باللحم قال الرسول صلى الله عليه وسلم ياعائشة تسابقيني ؟ فقالت نعم فسابقني فسبقني فقال لي ياعائشة هذه بتلك وهناك قصة جميله في عهد الخليفة عمر أبن الخطاب رضي الله عنه وأن عمرو أبن العاص رضي الله عنه كان واليا على مصر في ذلك الوقت حيث أشترك إبن عمرو أبن العاص مع غلام من الأقباط في سباق للخيل فسبق حصان القبطي فضرب أبن عمرو أبن العاص القبطي إعتمادا على سلطة أبيه فقام والد الغلام القبطي المضروب بالسفر بصحبة أبنه للمدينة المنوره فلما دخلوا على أمير المؤمنين عمر أبن الخطاب رضي الله عنه فبين له ماوقع فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو أبن العاص أن يحضر إلى المدينة بصحبة أبنه فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر أمر بإحضار الدرة فناولها عمر لغلام القبطي وأمره أن يقتص لنفسه من أبن عمرو أبن العاص فضربه القبطي حتى رأى أنه قد أستوفى حقه وشفا مافي نفسه ثم قال له أمير المؤمنين عمر أبن الخطاب لوضربت عمرو أبن العاص مامنعتك لأن الغلام لم يضربك إلا لسلطان أبيه وقال إن رابك ريب فأكتب لي ثم ألتفت إلى عمرو أبن العاص وقال قولته المشهورة متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ فديننا حضاري وراقي وجميل وأتمنى في الختام أن تكون لنا هذه المقولة ميثاق شرف ونبراسا لنا في تعاملنا بمختلف المجالات وليس فقط في الشأن الرياضي .

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً