علام العناء

يقول لي البارحة بألم: لماذا هم هكذا معي وماذا أخطأت في حقهم ؟! لماذا القلب يحاول إعطائهم المزيد من الفرص و يحاول يصلح العلاقة التي باتت هشة و شوهتها شروخ عميقة والجروح بسبب إصدار أحكامهم المسبقة بدون دليل وشكوكهم المريضة والإساءة بكلمات والتي لم أتقبلها منهم ،وقلت لهم أنا لا أقبل ذلك ولا تدخلوا في النوايا ؟! لماذا أحبهم وأثق فيهم ولا يثقوا بي ولم يشعروا بي حتى الآن؟! لماذا أنا أعفو عنهم عند كل زلة وأقول ربما يتغيروا للأحسن بعدما أسامحمهم ولكنهم يعودوا ليخطؤوا في حقي مرات بعد فترة،هل لأنهم قد ضمنوا الحصول على حبي لهم وعفوي عنهم؟!، هل يعتقدوا بأني مضمون لهم بإستمرار أو أني ضعيف بدونهم ولا أستطيع الإستغناء عنهم لأنهم محور الكون؟!وهل العلاقات السليمة تقوم على هذا الأساس الواهن من الغرور والإستعلاء والشك والإستهتار وعدم الإحترام؟!، لماذا أنا في نظرهم دوماً سيئاً وفي محل إتهام؟! لماذا القلب الذي كان يبرر لهم ويعطيهم الفرصة تلو الفرصة لأنه لم يعشق غيرهم ،قد إقتنع مؤخراً بعدم جدوى إصلاحهم وأن ما ورائهم إلا المرض وتعب القلب وحيرة العقل وألم الروح لأنهم طاقات سلبية تمتص طاقاتي الإيجابية وأكتشفت بأن حبي لهم لايساوي لديهم مثقال ذرة فعلام العناء.؟! لذلك كان لابد من الرحيل بعدما أستنفذت جميع محاولات إصلاحهم للأفضل بالصبر والحلم عليهم وإعطائهم المزيد من الفرص ،حتى يكون قرار رحيلي نابعاً عن إقتناع.

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …