الرضا والجبر

هناك ندوب تظل في حنايا الأعماق ولايمكن تجاهلها أو تناسيها،وهي إما لذكريات جميلة نتج عنها مشاعر جميلة صعب تعويضها، أو ذكريات مؤلمة ناجمة عن جرح محب أو عزيز أو قريب ومثل ذلك لك صدمة لم تخطر لك على البال لأنك لم تتوقع هذا الأذى منه لأنك تحبه ولم تسىء إليه، وهذا ماحدث معي ومايحدث مع الآخرين، لذلك كان الله هو الأقرب لي لأفضفض له وكنت أسأله العون والجبر وكان إيماني به هو الأمان ليقيني بأن المحن يعقبها منح وهذا اليقين كان لأجل بأن أجعل قلبي يتشافى ويعود ويثق بالناس ويتقبلهم فالحمد لله فالله سبحانه قد جبر كسري ولملم أشتاتي ورحم روحي وأحياها وسكب فيها الإيمان والسعادة والقوة والأمل بعد الحزن والهموم وعوضني بأمور كثيرة لم تخطر لي على بال،لدرجة أنني قلت لله يارب هذا العوض كثير،ولكن كيف يكون كثيراً وهو الملك الكريم الرحيم،وتعلمت بأن الأمل يحضر مع التأمل في العزلة وهدوء الليل الساكن حيث أستمعُ لقلبي ودقاته المضطربة القلقة الحزينه العاتبة وأنا أحاول بأن آخذ نفسي بالهدوء والحكمة والصبر وأن أصلح العلاقة مابين العقل والقلب لكي ألآم بينهما وبين ماقد حدث من هموم الحياة ودسائس بعض الأشخاص ذي الأنفس الضعيفة،وتعلمت بأن الإنسان لابد أن يصبر ويتحمل أعباء الحياة ويتحمل بعض الناس وبلاويهم لأن العقول مختلفة وكما لايعلق عليهم الآمال أو يرفع سقف التوقعات فيهم،لذلك صرت اتفاءل بأن كل معاناة أو مشكلة يعقبها حدوث أشياء جميلة لي وأن الخير سيتوهج بداخلي وفي حياتي بعد ذلك، لذلك التأمل والإيمان والصبر والرضا والحلم والأمل ينعشون الروح ويجعلونها شفافة لتتطهر وتخلو من الهموم والكراهية والضغينة والحسد والحقد مع مرور الوقت ويجعلك تفكر وأنت تنظر في أفق هاجسك هناك ،لكي تعيد حساباتك مع نفسك ومع الأشخاص في حياتك وتبدأ رحلة التغيير الإيجابي من داخلك وجعل الأولوية هو في الاهتمام بنفسك ثم لمن يحبك لذاتك وليس لشيء آخر،وتنشغل بنفسك لتحقيق هدفك ،فكل هذا يجعلك تتحرر من قيود الطاقات السلبية التي كبلتك وصرت أسيراً لها وبعدما تتشافى وتتحرر تصبح كالطائر الحر الذي يحلق عالياً فوق السحاب فارداً جناحيه بشموخ وتسمع صدى غقغقته مابين أنحاء الجبال وهو سعيد بعد اقتناصه لفريسته،لأنه يراها من الأعلى بوضوح.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …