حينما قام فيروس كورونا بإختراق بعض الدول مثل الصين وإيران وأسقط الكثير من الضحايا أمواتاً ومصابين قال البعض بأنها حرب بيولوجية من أمريكا ضد الصين وإيران وأنها مؤامرة أمريكية، ولكن هذا الوباء أخذ ينتشر حتى في أمريكا نفسها وكندا والدليل بأن حاكم كاليفورنيا قال بأنه يحتاج إلى 50 ألف سرير لمواجهة تفشي كورونا والذي أخذ يدك دول منها أوربا مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وعدة دول في العالم حتى صار وباء عالمياً، وأخذت معظم الدول ببذل الجهود فيها لحماية مواطنيها من خلال تكثيف الرعاية الصحية والقيام بعمل حجر صحي في المطارات وتعليق الرحلات الجوية والبرية والبحرية ماعدا الشحنات البحرية المتعلقة المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية وفرضت هذه الدول حظر التجول كلي والبعض جزئي ونزل الجيش بمعداته والشرطة في الشارع وشرعت قوانين لأجل ذلك وجندت العلماء في المعامل البحثية لدراسة فيروس كورونا ومحاولة الكشف عن دواء ولقاح له ،كما كان أثره الكبيرعلى الاقتصاد فقد تأثرت أسواق الأسهم وإمدادات النفط بالخسائر حيث توقفت المشاريع الحالية والتي كانت ستنفذ، فشُلت الحركة التجارية والإقتصادية ولقد كشف الفيروس عن تخلف ومرض نفسي على مستوى الأفراد وبعض الدول حيث تجد بعض المصابين يريد نقل الوباء لللأخرين عن طريق اللعاب والعطاس واللمس ،وأما بعض الدول فهي لم تأخذ الموضوع بجدية و لم توفر الإحتياجات والأمكانات الكافيتين لحماية شعوبهم ولاقامت بإلاحتياطات بحجة أنها مؤامرة دولية ، او أن العتبات المقدسة ” المقابر “سوف تحميهم من كورونا،وهناك دول متقدمة فشلت في التعامل مع الأزمة اقتصادياً وصحياً وقد ظهر ذلك في شح المحلات التجارية حيث صارت فارغة من المواد الغذائية وصار هناك تدافع للحصول على المواد الطبية مثل الكمامات والقفازات والمحارم ومواد التنظيف وبعض الدول صار لديها إرتفاع هائل في أسعار تلك المواد حيث أستغل التجار حاجة الناس وصار هناك سوق سوداء، كما قررت بعض الدول الأوربية بعدم معالجة كبار السن وعدم الصرف عليهم لأنه على حد زعمهم لا فائدة منهم كما تركوا رعاياهم عالقين في بعض المطارات والدول وقالت بأن عليهم أن يتحملوا مصيرهم بأنفسهم،بعكس السعودية التي بادرت بتقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين والحجر الصحي للمصابين وقامت بتوفير المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية ومنعت تصديرها للخارج وقامت بعمل حظر جزئي بدأ من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً وأجلت رعاياها العالقين في الدول الأخرى بأن أرسلت لهم طائرات وبعدما أحضرتهم أخضعتهم للحجر الصحي كما بادر بعض المواطنين بالتطوع لأجل تقديم الخدمات في مكافحة هذا الوباء لكي يقدموا للناس الكمامات وقفازات والمعقمات مجاناً في بعض الأماكن العامة بعدما منعت الصلاة في الحرمين الشريفين وأمرت الجميع بالصلاة في منازلهم وكما أوقفت التعليم والعمل الحكومي وبعض القطاع الخاص ليكون التعامل ألكتروني ، كما وجد هناك من حاول أن يسيس هذه الأزمة إعلامياً وسياسياً وإلقاء اللوم على دول أخرى لإخفاء الفساد و أزمة كورنا لديه حيث كشف كورونا عن حقد بعض اليسارين والمتصهينين والأخونجية والروافض حيث كان يروجون شائعات مغرضة بأن سبب هذه الجائحة التي تغزو العالم هي السعودية لأنها قد أقامت بعض الفعاليات الثقافية على أراضيها وأنها سمحت ببارات الخمور ودور الدعارة فهؤلاء أشفق على حالهم في الكذب والتضليل و الفجر في الخصومة فبدلا من النظر في القصور لديهم بمعالجة أزمة كورونا وحث بلادهم على مكافحته بالعلم والعمل وتقديم الرعاية الصحية وتوفير المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية، لا تركوا ذلك كله وأسقطوا فشلهم وخيبتهم وفسادهم وأحقادهم على السعودية والسعوديين، وأقول لهؤلاء كونوا أولاً قدوة في دينكم وأخلصوا لأوطانكم بدلاً من العيش كلاجئين في بلاد العلج والعجم كمرتزقة،كما أقول لهم بأن هذا الوباء لايفرق مابين الأديان والطوائف والأعراق والألوان والأيدلوجيات والثقافات ولا الحدود السياسية فهو سيضرب الجميع بقوة.
سلمان محمد البحيري