إذا مت في يوم من الأيام أيها الإنسان، فلن يتغير شيء في ذلك اليوم فساعة الحياة لن تقف والشمس والنجوم لن تحتجب والقمر لن يبكي على فقدك،ولكن عجلة الحياة ستدور ورحلات السفر لن تتوقف والمقاهي لن تشعر بغيابك، والشركات لن توقف إنتاجها حداداً عليك لمدة ثلاثة أيام ،ولن توقف مباريات كرة القدم ولكن مدرجات الملاعب ستمتلئ ولن تقف المباراة ولا الجماهير لأجلك لمدة دقيقة حداداً عليك في ذاك اليوم ولن تنكس الأعلام لأجلك، ومجالس العزاء موحشة بلا شك ليس خوفاً من الموت فكلنا سنموت ولن يبقى أحد، ولكن توحش أكثر حينما يكثر بها الأحاديث والضحكات في أمور الدنيا ليخبرك ذلك بأنك ستموت ولن يأبه لك أحد،وأما أصدقاؤك الأعزاء واقرباؤك المحبون فهم سيحزنون عليك لمدة ثلاثة أيام بعدها يعودون للسهر معاً وللسفر وسينسونك وكأنك لم تكن ،وزوجتك وأولادك سيحزنون عليك لفترة ثم يعودون لممارسة حياتهم وكأن شيئا لم يكن ومن يحبك منهم سيدعو لك ويتصدق عنك، ستغادر هذا العالم بهدوء بدون إرادتك وكما خلقك الله وبدون مال أو كنوز وكأنك لم توجد على الإطلاق كما أتيته بهدوء في ظلمة رحم أمك بدون إرادتك ولا قوة منك وظهرت بعد ذلك لنور الحياة ثم تعود لظلمة القبر ووحشته وحيداً بدون إرادتك كذلك في ميتة سوية، إلا إذا كان لديك أعمال خير مع الله ثم مع الناس تنفعك وتكون لك أنيساً ونوراً في قبرك، فماذا ياترى أعددت من زاد ليكون لك عوناً لرحلتك الطويلة والشاقة في عالم البرزخ.؟!
سلمان محمد البحيري