يعتقد البعض بأن مجال الأدب هو للتسلية ومن كتبه فهو كان يقضي وقت فراغه في ثرثرة وهذيان،وهذا مفهوم خاطئ وهناك فريق آخر يعتقد بأن الأدب لا فائدة منه لأنه ليس بعلم كما يعتقد طرف آخر أكثر تشدداً بأنه فن يدعو للمجون والشهوات ، ولكن صانعي الأدب هم قد رزقهم الله بإحساس مرهف وبموهبة الأدب وشعروا بمتعة في التأمل في هذه الحياة والكون ولديهم رؤى أبعد وأشمل ولديهم القدرة على سبر الإحساس المرهف والعميق عن حياتهم وحياة الآخرين في كيفية التعامل مع العتمة بهذا العالم ،وعن كيفية التعامل مع نفق هذا العالم المظلم لترى النور في آخر النفق حيث العالم الرحب في الجهة الأخرى لكي تخرج بأقل خسائر وتستمع حواسك بالنكهة الجميلة للحياة، عن طريق الإيمان والأمل والتفاؤل والتأمل والصبر والتسامح والحب في الحياة مهما واجهت من مصاعب ومحن، ولتشعر بنبضات قلبك تخفق بدون كبت و بدون أن تتعرض مشاعرك للتلف أو الموت،ولكي يجعلوك الأدباء تشعر بقيمتك كإنسان تمر أحياناً بلحظات ضعف وقوة وألم وأمل ومحنة ومنحة ويتعاطفوا معك في كل الحالات ولكي يرشدوك للطريق الصحيح وكيف ترى الحياة من خلال منظارهم ويكفوك عناء المرور بمستنقعات الحياة الضحلة أو الطرق الوعرة في هذا العالم، ومن هنا كانت أهمية الأدب لأنه يجعلك مستمتعاً مؤمناً بالله ثم بذاتك وكيف تسعد نفسك بنفسك وكيفية التعامل مع محيطك ومجتمعك والعالم كي تكون مرتاح البال لأنه يلامس جروحك في الأعماق ويداويها.
سلمان محمد البحيري