السعادة في نهار الصيف ولياليه

الحياة عبارة عن أيام وسنين من فصول الخريف و الشتاء والربيع والصيف فلا تجعلوا أوقاتها تضيع عليكم سدى و استمتعوا بحياتكم وتكيفوا معها بكل فصولها فالله سبحانه لم يخلقها عبثاً فكل فصل مفيد في هذا الكون وعلى كافة المخلوقات سواء أدركوا ذلك أولم يدركوا حتى عندما يسوء الطقس في أحدها فمن يصرعلى طلب السعادة سيعثر عليها، ففي نهار الصيف ترتفع الحرارة وتصل أحياناً إلى 50درجة لذلك تجد في بعض الشوارع والعرصات طيور وحيوانات قد نفقت لأنها لم تتحمل الحرارة والعطش والجوع لذلك أسعد نفسك بأعمال ترجو الأجر فيها من الله وضع في الباحة القريبة منك أو بحديقتك أو بالشارع الذي بجانبك إناء به ماء وأناء آخر به بعض الطعام أو انثر حبوباً لتأكلها الطيور ففي كل كبد رطب أجرُ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عُذبّت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض» رواه البخاري ومسلم،وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما كلب يطيف بركيّةٍ (أي: بئر) قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغيّ من بغايا بني اسرائيل، فنزعت موقها فاستقت له به، فسقته إياه فغُفر لها به» رواه البخاري ومسلم. ” وأيضاً لاتنسى العمالة الذين يعملون في الشمس فهؤلاء يستحقون بأن تقدم لهم الماء البارد والعصير والفطيرة الجاهزة لكي تنجيك من حر هول يوم الحساب والنار وعن أبي هُريرة : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ » رواه مسلم. وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: صَنائِعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، والصَّدقةُ خُفيًا تُطفِئُ غضَبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمُرِ، وكلُّ مَعروفٍ صَدَقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخِرَةِ، وأهْلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المُنكَرِ في الآخِرَةِ الراوي أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع فمثل هذه الأعمال تشعرك بالسعادة وأن لك دوراً إيجابياً في التخفيف عن معاناة الإنسان والحيوان والطيور بقدر ماتستطيع،والله سبحانه خلق الصيف لأجل أن تثمر أغلب الثمار وتموت بعض البكتريا والميكروبات والحشرات لأنه الشهر الأكثر حرارة ونحن إذا أتى  الصيف نحب الشتاء والغيوم والمطر أكثر وفي فصل الشتاء نحب الشمس الدافئة أكثر من المطر وهكذا هو الإنسان يعشق مايفقده،وأجمل فترات الصيف هو في الصباح الباكر جداً حينما ترى النور ثم ترى بزوغ أشعة الشمس الذهبية والفترة الأخرى هي فترة المساء تكون بالنسبة لي أجمل شيء في الوجود،حيث السهر مع الأحبة في مناسبة إما في مزرعة أو استراحة أو شاليه أو بالسفر أو بحديقة المنزل حيث فترة الشواء كما أن السباحة تكون جميلة في المسبح بالمنزل أو بالنادي أو بالسفر حينما تكون في البحر عند الشاطئ كما أن هُناك مشاعر جميلة تسكنُ في كل قلب ومواقف عالقة في طي الذكريات تتجددُ مع إقبال ليالي الصيف، حيثُ يُمكن الحديث والبوح بتلك المشاعر عن طريق الكتابة أو الشعر أو بالحديث العادي عن تلك  الليالي التي قد قضيناها مع محب ، كما تكثر المناسبات في ليالي الصيف حيث وقت الإجازة المدرسية وتكون هناك ليالي جميلة مع الأصدقاء والأقارب بصفاء  سماء الصيف برغم أن ليالي الصيف قصيرة وليست طويلة مثل ليالي الشتاء لذلك سرعان ماتنتهي بنور الصباح،لذلك يفضل أغلب الناس القيلولة في النهار بعد صلاة الظهر والتريض مابعد العصر ويبدأ خروج الناس مابعد المغرب ،لذلك نحن في أيام الصيف الصعبة نحتاج إلى القرب الجميل بالقلوب والتكاتف والتقارب واحتواء بعضنا البعض كما هو في أيام الشتاء الباردة لذلك التقارب يلطف الأجواء ويجعلها جميلة صيفاً وفي الشتاء يجعل علاقاتنا دافئة ،لذلك فكل يوم تعيشه وبأي فصل هو نعمة من الله، فلا تضعه بالتذمر والسخط أو القلق على المستقبل أو البكاء على ماضٍ قد انقضى ومضى فعش اللحظة وأسعد نفسك ولو بأشياء صغيرة والنعم التي قد أنعمها الله عليك مثل نعمة العافية والأمن والأمان وراحة البال وغيرها من النعم الكثيرة التي قد اعتدت عليها لذلك لاتشعر بها، وتوكل على الله وثق بأن الله لايقضي بأمر في هذه الحياة أو بحياتك إلا به خير سواء أدركت ذلك في وقتها أولم تدركه إلا فيما بعد.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …