عطاء الآخرين يجعلنا نصل إلى مرحلة الإنسانية وأن نصل عند الله إلى درجة الإحسان، والعطاء من أسباب السعادة، فلا شيء يُسعدنا مثل إدخال السرور إلى قلوب الآخرين والعطاء ليس محصوراً في الزكاة أو الصدقة فحسب. بل يمكننا مساعدة الآخرين بحب وإرشادهم نحو العمل النافع بما نملكه من خبرات، أو بنشر العلم والمعرفة لمن يحتاجون تعلمها، أو بالصلح بين الناس، أو بالشفاعة الحسنة لمن يستحق، أو بإزالة الأذى عن الطريق ، أو بتخفيف آلام الآخرين ولو بكلمة طيبة وإبتسامة جميلة وجبر الخواطر، “فـلا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق” وكذلك يشمل ذلك عطائنا للحيوانات والطيور والنباتات التي تحتاج منا الإهتمام بها ومساعدتها إذا كانت تحتاج المساعدة، ومن العطاء المعنوي بأنك تحب الخير للآخرين كما تحبه لنفسك، والتسامح وذلك من خلال العفو عند المقدرة والدعاء لمن حولك بالخير وإلتماس العذر لإنسان أخطأ في حقك والبعد عن سوء الظن في الآخرين وأن تكف لسانك عن أعراض الآخرين في غيابهم، فأبواب العطاء كثيرة جداً لذلك لايمكن حصرها في الماديات دون غيرها، وعلى أناس دون غيرهم، فكل شخص يستطيع أن يعطي شيئاً للآخرين حسب إستطاعته.
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …