لا تتخيلي بأني يوماً ما سآتيك وأنا لابساً ثوبي الأبيض فارساً راكباً حصاناً أبيض، لأجل المرور تحت شرفتك لأشاهدك لكي تلوحي لي بالمنديل الأبيض المعطر وترمينه علي مثل روميو وجولييت فهذه الأمور بعيدة عني مثل ما بين الثرى والثريا نعم الرومانسية ممتعة ولكنها غير عملية في نظري، قد فعلتها عندما كنت يافعاً فحكم علي القدر و سجنني الواقع و نفذ في حقي الإقامة الجبرية
لذلك لم أعد اؤمن بالأحلام في مثل هذه الأمور لأن زمن الأسطورة قد انتهى
حيث أخشى لو طاوعت قلبي مرة أخرى بأن يضيعني ويضعني القدر بعيداً في جزيرة بالمنفى فتكوني كابوساً لي بدلاُ بأن تكوني لي حلماً جميلاً
دعكِ من الأحلام الوردية ، فأنا من الذين لا يأتون لأحد حتى في الأحلام
فأنا مؤمن بالواقع لأنني قد لعقت من علقم معارك الحياة حتى تعودت عليه وقد انتصرت في بعضها وكسرت في بعضها الآخر
لذا لست بالفارس ذو الثوب الأبيض على الحصان الأبيض الذي تنتظرينه فزمن الأساطير قد إنتهى، ولكني أجيد أخلاق الفروسية فلا أغدر ولا أخلف العهد، ولا أكذب لأجل أن اتجمل.
سلمان محمد البحيري