الكتابة هي فن التعبير عما يجيش بداخل الشخص من أحاسيس وخواطر ، وفي الحقيقة أن الكاتب يكتب لكي يستمتع ويتواصل مع الآخرين ،وحتى يجعل القراء يتلهفون على كتاباته ، فلابد أن يجد جديدا ليكتبه ويكون يلامس مابداخله ومابداخل الناس، لأنه تعبير أيضا للواقع المعاش في المجتمع الذي نعيش فيه ، كما على الكاتب أن يكون لديه مصدر تنطلق منه كتاباته ولكي يسترسل الكاتب في كتاباته فلابد أن يملك رصيدا جيداً من المعلومات والثقافة، وهذا لايأتي إلا بالقراءة لأن القراءة مهمة للكاتب وتجعله ينظر مابداخله بعمق وتصبح لديه رؤية وخيال وأسلوب راقي جميل وإحساس مرهف وشفافية ، وحتى لا يملوا القراء من كتاباته فعليه إختيار الأسلوب السهل الممتنع البعيد عن التقعر والتعقيد لكي يتكمن الكاتب تقديم مالديه من فكر بوضوح وسلاسة لتصل لجميع القراء بمختلف مستوياتهم ، كما على الكاتب أن يستشعر المسؤولية والمصداقية في مايطرح وأن يحترم عقلية القارئ فيما يكتب ، ولكي تكون الكتابة ممتعة وسهله فعلى الكاتب تسجيل خواطره وأحاسيسه إذا دارت في مخيلته سواء جاءت له عند نومه او وهو في سيارته أو مع أهله او أصدقاءه أو في سفره ، فالكاتب حينما تأتيه الفكرة فعليه بالمبادرة بتدوينها على شكل رؤوس أقلام في مسودة ثم يضيف عليها معلومات من خلال الإطلاع على المصادر سواء كان ذلك من كتب أو أنترنت وذكر المصدر في المقال أو هامشه ، أو تأتي الفكرة من خلال واقع الناس وهمومهم أو مايهمهم ، ثم بعد إكتمال المقال في المسودة يأتي تنسيقها ومراجعتها مع التدقيق والإيجاز والبعد عن التكلف والتشنج مع إستخدام مفردات وصور عذبة بسيطة لا ترهق ذهن القارئ، فالكاتب يجب أن يعبر عما يحس به بصدق ومايؤمن بدون إساءة شخصية لأحد ، ومادام انه إلتزم بهذا المبداء فلايهم بعد ذلك إذا وصلته رسائل غاضبة من بعض القراء لا توافقه في الرأي ، لأن رضا الناس غاية لاتدرك ، حتى لو قيل عنه ليبرالي أو متعصب أو سيكوباتي ، فعليه أن يرضي الله ثم نفسه ثم البحث عن المصلحة العامة وبذلك تكون لدى الكاتب الحرية للعمل في هذه المساحة ، ويفضل الكتابة أن تكون في مكان هادئ ومنعزل بعيدا عما يشتت الذهن من تلفزيون أو أجهزة مثل كمبيوتر والجوال أو إزعاج الأطفال ، ولكي يكتب للمقال النجاح فعليه أن يلامس مافي داخل نفوس الناس وذلك من خلال الكلمات الصادقة ، من خلال صدق إحساس الكاتب ومايشعر به أو من خلال مايعيشه هو والناس على أرض الواقع ، لذلك ليس عيبا أن يعبر الكاتب عن خواطره بعمق إحساسه وصدق مشاعره حتى تصل للآخرين دون مشقة وبنفس العمق والإحساس٠
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …