فتحت يوما شرفتي التي تطل على شاطئ البحر. فرأيت ذلك الغريب يقف أمام موجه يسامره.. وكأنه حديث عشاق التقيا بعد فراق طويل … كانت حروفه وكلماته ومعانيه تلألئ وترقص على أنغام عزفت بأجمل ألحان.. نعم كان المنظر يخطف الإنظار من شدة جماله. أطلت النظر إليه.. وشعرت كأنه في عالم يخلو من سكانه … لا يشعر بأي شيء يدور حوله؛ قلت لنفسي هل هو حديث ضحكات وأفراح أم حديث آهات وزفرات؟؟ كان فضولي يزداد!! تمنيت أن أدنوا منه لعلي أسمع بعض الهمسات؛ طال الحوار وطال السكون الذي عم المكان.. لم يكن كلاما يسمع بالآذان.. بل نسمات باردة تدخل للقلب بدون أي ترجمان … نعم لغة بلا حروف، ولا تتحرك معها الشفتان. أخيرا وكما هو معتاد لكل بداية نهاية. انتهى اللقاء.. ولم أشعر بخطواتي وهي تسير إلى نفس المكان!! دنوت منه وسألته عن سر الحوار.. تبسم ونظر إلي وقال.. وهل يبوح البحر بأسراره؟؟ قلت لا فقد أسموك العشاق حافظا للأسرار فما كان مني إلا أن استدرت وقلت لنفسي هنيئا لمن كان له صديقا كالبحر …
بقلم.. سميرة عبد الهادي