في وقت السحر يسبح المؤمن لله ويصلي ركعتي ما قبل الفجر وعند آذان الفجر تسبح الطيور لله فرحا مهللة ببداية ولادة النور من الظلام وقت الشفق والمؤمن الفطن من يقرأ القرآن من بعد صلاة الفجر وحتى إشراقة النور في الأفق وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة» وهذا المنظر جميل خاصة إذا كان في المزرعة أو بالاستراحة أو بمخيم في البرية حيث تكون هذه اللحظات لها جمال لا يوصف من عدة أوجه أولا نقاء الهواء والهدوء وغناء القمري وتغريد العصافير حيث تشعر النفس بالصفاء والسكينة والرضاء والسعادة لأن الإنسان يتأمل في ملكوت الله وأما الشعور بالأمان فهو لأن من صلى الفجر فهو في ذمة الله حتى يمسي وفي حديث قدسي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول” من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له”
لذا يشعر المؤمن بالطمأنينة والامتنان لأن الله قد كتب له حياة يوم جديد ووفقه لذكره وعبادته وأنه قد دعاه في ثلث الليل والسحر وطلب منه ما يريد ليقينه أن الله سيسمعه ويستجيب له، إنها لذة لا تعادلها لذة لأنك تشعر بهذا الزخم من الجمال الروحي.
سلمان محمد البحيري