التجنيس الرياضي للموهوبين ليس كما يصفه البعض بتحفظ بأنه عيب أو خطئ ويدعو للخجل فهو يعتبر نظام من الفيفا ومعمول به في غالبية دول العالم، ولكنه في المقابل قرار له أبعاد كثيرة ولا بد من التروي قبل منح الجنسية لسين أو صاد من اللاعبين فالأولوية يجب ان تعطى للمقيمين في الدولة وبالأخص المولودين فيها حيث يوجد من بين هؤلاء الكثير من الموهوبين الذي لا يحتاجون إلا لعين خبيرة تكتشفهم، وخطط طموحة لإعدادهم فعلينا اكتشاف المواهب بدلاً من استقدام أنصاف نجوم شاهدنا أغلبهم عن طريق شريط فيديو قد يعود ذلك إلى خمس سنوات مضت، ولا يمت لمستواهم الحالي بأي صلة لابد من معرفة الهدف من هذه الخطوة وماذا سيعود على الرياضة وهل سيشكل ذلك فارقا كبيرا في الكرة ؟ فحجم الإنفاق على هذه اللعبة الشعبية لدينا لا يتوازى أبداً مع مستواها المتردي في دورينا فالكرة عندنا الغالب عليها هو مجال الأنفاق اكثر ويكاد يغيب عنها شيء اسمه الاستثمار فالوضع لايحتمل زيادة الإنفاق على اللاعبين المجنسين وأسرهم اذا أصبحوا مواطنين فعلينا أولاً أن نعرف ما لدينا من إمكانيات واقصد اللاعبين المحليين ونستثمر فيها عن طريق الاحتراف الخارجي لاكتساب المهارات وخلق نظام احترافي كامل يساعد اللاعب المحلي على تطوير مستواه وبالتالي سيكون عندنا اكتفاء ذاتي في أغلب المراكز عندها فقط نستطيع أن نسد النقص باختيار بعض الأشخاص المناسبين لخدمة المنتخب وبالتالي حصولهم على الجنسية أما أن نأتي بكل من هب ودب ونعطيه الجنسية وبعد ذلك نكتشف أنه صفقة فاشله فهذا خطأ فادح قد يكلف المنظومة والمجتمع كثيراً على المدى الطويل .فيجب علينا الدقة والتمحيص وتجنيس الناشئين الموهوبين وفق خطة واضحة أفضل كثيراً من تجنيس لاعب موهوب في العقد الثالث أو الرابع من عمره فنحن نريده مواطناً يخدم البلد بشبابه وبطموحه ولا نريده كبيرا في السن يلعب نصف موسم اوموسمين ويعيش بعد ذلك على راتب التقاعد فعلينا أولاً أن نؤسس النظام الحديث القادر على استيعاب المستجدات على الساحة الرياضية العربية والدولية ومن بينها التجنيس ولقد رأينا البعض يجنس لاعب اجنبي تعاقد معه نادي وبسبب تفوقه وتميزه على اللاعبين في الدولة المحترف بها من محليين واجانب فانه أعطى الجنسية وضم للمنتخب وربما يقول البعض ان سبب التجنيس هو عدم وجود بنية تحتية للاعبين اوشح في المرافق الرياضية اذا لماذا نجد بعض الدول العظمى في مجال الرياضة مثل المانيا روسيا وامريكا واسبانيا لديها لاعبين مجنسين و بمبالغ خيالية مع العلم ان بنيتها التحتية متينة !؟ فإذا نقول ان سبب التجنيس هو تفوق اللاعب المقصود على أقرانه في تلك الدولة , هذا فضلا عن قدرات الاعب المجنس على سد خانات معينة لا يمكن للاعب المحلي سدها .وهنالك سبب أخر إعلامي ولكن ذلك نادر قليلا والهدف جذب الجماهير او تحقيق ارباح جراء بيع قمصان هذا النجم او استخدامه كـواجهة للفريق لرفع اسهمه وفي ضل تطور الرياضة العالمية واحتدام المنافسة على مختلف الألعاب الرياضية قامت بعض الدول بتجنيس عدداً من اللاعبين لرفع مستويات منتخباتها لكي تنافس قريناتها في المحافل الدولية بعض هذه النتائج نجح وسنختار هنا دولتين قامتا بالتجنيس وسنتعرف من خلا لها على أسباب نجاح تلك التجارب وفشل الأخرى فعلا سبيل المثال فرنسا ومنتخبها منتخب الديوك عندما قامت بتجنيس اللاعب زين الدين زيدان نجم المنتخب الفرنسي ونادي مدريد سابقا حققه خلال مسيرته مع منتخب فرنسا كأس العالم عام 99 قدم من خلالها مستويات ملفته نال من خلالها استحسان الجميع فكانت فرنسا موفقة في إعطاء الجزائري ذوالأصول العربية ثقتها ليصبح أسطورة من أساطير الديوك بجوار بلاتيني وغيرهم. أمأ إذا أردنا التحدث عن التجارب الفاشلة في رياضتنا العربية ودعونا نتحدث عن المنتخب القطري العنابي حيث جنسوا ثلاث لاعبين لعبوا في الدوري القطري قدموا معا أنديتهم مستويات لافتة لعل من أبرزهم اللاعب الأرغواي سبستيان سوريا أعطاهم الاتحاد القطري الثقة لكنهم لم يكونوا على مستوى الثقة المتاحة لهم فكانت النتيجة الخروج من تصفيات كأس العالم 2010 التي اقيمت في جنوب أفريقيا .اما الأسباب التي ساعدت الديوك في اختيار المجنس الناجح الذي يعين منتخب بلدهم ويحقق الآمال المرجوة منه وأيضاً من الأسباب التي أدت إلى فشل مجنسي العنابي وإحباط الجماهير القطرية فالمعايير مختلفة التي تم من خلالها الاختيار سواء معا الفرنسيين أو القطرين فعندما أختار الفرنسيين زيدان لم يختاروه لمهارته وإمكانياته فقط مع ان المهارات والإمكانيات شيء مهم في الاختيار لكن لكون زيدان من مواليد فرنسا وولد في ضواحي مرسيليا تربى فيها وعرف حضارتها وأجواء ملاعبها لعب معا أنديتها قبل انضمامه للمنتخب الفرنسي أعتاد الجمهور رؤيته ومتابعته وعندما انضم للديوك لم يشعر الفرنسيون إن هذا اللاعب غريب عكس ما حدث مع القطرين في سبستيان لم يكمل عامه الأول في الدوحة حتى تم تجنيسه قبل حتى يعتاد على البلد وأجوائها جنس وهو لا يعرف إن ينطق بكلمة عربيه فكيف سينسجم مع المنتخب وكيف سيكون شعور المشجع القطري وهو يراه مع منتخب بلاده. أن الاختلاف الوحيد بين الديوك والاتحادات العربية هي الاحترافية والنظرة البعيدة التي تحقق الأهداف المنشودة واما بعض الاتحادات العربية فلقد حققت بعض النجاح مثل ما حدث مع المنتخب التونسي عندما جنسوا البرازيلي سانتس الذي ساهم في تحقيق البطولة الإفريقية والتأهل لكأس العالم 2006 لكن يظل هذا النجاح مقتصرا على فترة معينة فلم يلبث البرازيلي أربع سنوات مع نسور قرطاج حتى عاد إدراجه ليشارك سبستيان قطر معاناته لذا أصبح التجنيس وسيلة رئيسة في تحقيق التفوق الرياضي, وأحد الموضوعات الشائكة في الساحة الرياضية. وأخذت هذه الظاهرة تطال معظم الألعاب في مختلف الدول الغنية التي دأبت على استقطاب طاقات بلدان العالم الثالث، لتتاجر بمواهبها ومؤهلاتها, وتحصد بعرقها إنجازات تضم لرصيدها الرياضي الدولي .اصبح التجنيس اسهل من السابق لسرعة لسهولة وصول المعلومة والتعريف باللاعبين عبر صفحات الإنترنت. كما أن هناك بعض المرونة بقوانين الجنسية في الحصول على أكثر من جنسية في وقت واحد. وأدت هذه الظاهرة إلى هجرة اللاعبين الأكفاء في الدول النامية للدول المتقدمة بحافز الإغراء المالي، ومن ثم الحصول على الجنسية والانضمام إلى صفوف منتخباتها سعياً للحصول على البطولات الكبرى. والأمثلة على ذلك كثيرة في جميع الألعاب الرياضية، ومن أشهرها اللاعب الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية زين الدين زيدان، والملاكم اليمني الأصل البريطاني الجنسية نسيم حميد، واللاعب المغربي عبد اللطيف بن عزي كابتن المنتخب الفرنسي للرجبي والجزائري المهدي “باعل” نجم منتخب فرنسا لألعاب القوى، ومؤخراً ستيفن تشيرونو أو سيف سعيد شاهين الكيني الأصل والقطري الجنسية. كذلك يعد اندرسون لويس دي سوزا الملقب بـ ديكو البرازيلي الأصل البرتغالي بالتجنس، أحد أهم وأشهر لاعبي كرة القدم في الملاعب البرتغالية حالياً، وبخاصة بعدما قاد فريق بورتو لإحراز بطولتي الدوري والكأس ومسابقة كأس الاتحاد الأوروبي. ونظراً لمهارته العالية فلقد ضم للمنتخب البرتغالي بعد ان اعطي الجنسية البرتغالية اما على مستوى الدول العربية فتعد دولة قطر أحد أبرز الدول التي تستقطب النجوم الرياضيين في الفترة الأخيرة، وبخاصة بعدما أصبح منتخبها للأثقال والقوى يعج بأكثر من لاعب أجنبي مجنس والواقع أن قطر ضربت بقوة على وتر التجنيس في الآونة الأخيرة، وفجرت بركاناً كبيراً من الغضب في الأوساط الرياضية، بعدما سعت لتجنيس البرازيليين: ايلتون وديدي ولياندرو, المحترفين في الدوري الألماني للانضمام إلى منتخبها وفي السنوات الأخيرة تعاظمت ظاهرة التجنيس في وطننا العربي وفي مختلف الرياضات. والبعض يرى أنه إذا كان الرياضي المتجنس سيفيد بلداننا ويعطينا ألقاباً عالميةً فمرحباً به, غير الأقاويل التي تنادي بأن الفوز يجب أن يكون 100 % من أصل سعودي أو قطري أو تونسي… الخ. وفي الدورة الأولمبية عام 2000 م وافقت اللجنة الدولية الأولمبية الدولية على قواعد تتعلق بالتجنيس ومن ضمن لوائح الاتحاد الدولي أنه لا تمييز بين الدول أو الأعضاء بسبب العقيدة أو الجنسية كما قام الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بتشريع قوانين صارمة ترفض الاستخدام السيئ للجنسية حيث قامت لجنة “الفيفا” برئاسة السويسري جوزيف بلاتر بوضع ضوابط لمواجهة مثل هذا النوع من مشاريع التجنيس، معتبرة أن أي لاعب دولي يجب أن تكون له روابط مع البلد الذي يدافع عن ألوانه. وحددت اللجنة ثلاثة معايير أخرى هي ما يلي :-
١- أن يكون اللاعب مولوداً في بلد الاتحاد المعني بالجنسية،
٢-أو أن يكون والده أو والدته قد ولدا في بلد الاتحاد المعني،
٣- أو أن يكون جده أو جدته قد ولدا في بلد الاتحاد المعني. ويجب أن يتوفر على الأقل أحد هذه الشروط الثلاثة كي يتمكن اللاعب من الدفاع عن ألوان البلد الذي يعرض عليه الجنسية.
و لأهمية هذا الموضوع سبق وان سلط الضوء عليه الزميل بتال عبر برنامجه في المرمى عن قضية اللاعبين المجنسين في قطر والامارات من المقيمين في المملكة العربية السعودية ولا يحملون جنسيتها فاللاعبين كثر واسماؤهم كبيرة سواء في قطر أو الامارات فهم مواهب كبيره تم اكتشافها في ملاعب الحواري في السعودية ومن ثم تم تهريبها إلى الخارج عن طريق الكشافين والسماسرة ويذكر ان نادي العين والجزيرة قد اعتمدا على هذا الشيء في استقبال هذه المواهب وتم التعامل معهم ودمجهم في المراحل السنية والفريق واما قطر التي تعتبر المستورد الأول لهذه الفئة من اللاعبين فلقد حققت بطولة خارجية من كأس آسيا للأبطال ثم اللعب في بطولة كأس العالم للأندية والوصول للدور النصف نهائي ومواجهة برشلونه هذا بحد ذاته انجاز وانجاز كبير . واما بعض الأسماء الي ذكرت في البرنامج فهم ، عبدالله عمر يلعب مع المنتخب البحريني – ماجد محمد مع السد – عبدالقادر الياس مع الجيش – محمد وخالد وعمر عجب في العين – يوسف مع السد ، وغيرها اسماء كبيرة ومواهب كبيرة اثبتوا انفسهم وموهبتهم بسبب وجود سلبية من انديتنا ومن الاتحاد السعودي مما أدى إلى عدم استفادتنا من هذه المواهب التي على ارضنا لان السماسرة هم من يقومون بإجراءات التهجير إلى قطر والامارات فلماذا لا يتواجد الكشافة بشكل كبير لجلب هؤلاء المواهب لأنديتنا ورعايتها وتجنيسها لتستفيد منتخباتنا من ذلك .
سلمان محمد البحيري