حين يفوز أحد المخترعين أو المخترعات من أبنائنا في مهرجانات دولية أو في مناسبات وطنية فنحن نفرح لأن ذلك تسجيل لإنجاز أبنائنا وللوطن ونصفق لهم وشيء جميل أن يعطوا الجوائز التقديرية والمالية ، ولكن لا يكفي لان المفترض أن ترى اختراعاتهم النور وتنتقل للمصانع لمرحلة التصنيع والإنتاج ثم التسويق ، وأن يرى المخترعون اختراعاتهم في الأسواق يستخدمها عديد من الناس في داخل السعودية وخارجها ، وان يحقق المخترعون عائداً مادياً جيداً وكذلك الشركات التي صنعت هذه الاختراعات ولكن مع الأسف لا نرى ذلك ، فإذا أردنا لهذا الوطن أن يخطو خطوات كبيرة نحو التقدم فإن علينا واجب كمسؤولين ومواطنين في القطاعين الحكومي والخاص أن ندعم هؤلاء المخترعين حتى تنشيئ صناعات بسبب هذه الاختراعات والتي بلا شك ستدر بدخل كبير على الدولة في الحاضر والمستقبل بصفة عامة وعلى التاجر والمخترع بصفة خاصة بحيث يتحول البلد من الإستهلاك إلى التصنيع والإنتاج ، فهؤلاء المخترعون هم أبناؤنا قبل كل شيء فيجب أن نحتويهم ونهيئ لهم البيئة المناسبة من مختبرات خاصة بالاختراعات والأبحاث وذلك لإجراء التجارب وكذلك توفير المواد في تكوين اختراعاتهم مع إيجاد رعاة للتمويل حتى يتم تحويل هذا الاختراع إلى منتج يباع في السوق كما يتطلب ذلك إلى إيجاد حاضنات تقنية بحيث توفر الدعم الشامل للشركات الناشئة لتصبح قوية ومستقلة وذلك من خلال التدريب العملي والمساعدة في تشغيل فريق العمل وتقديم عدة خدماتها منها على سبيل المثال الخدمات القانونية والمحاسبة والتسويق ، لان دعم المخترعين حتما سيسهم بعد الله في تقدم الوطن في عدة مجالات وخاصة صناعيا واقتصاديا ونحن بحاجة لذلك وخاصة ان الدولة تعتمد بشكل كبير على دخل البترول ، والبترول لن يدوم طويلا وسيأتي يوما وينضب ومن الافضل تنويع مصادر الدخل ، وإذا لم يتم الاهتمام بالمخترعين فأن هناك دولا وشركات أجنبية تتلقفهم وتحتويهم وتوفر لهم ما يريدون وتغريهم بحوافز وبمميزات من ضمنها المال والجنسية والإقامة الدائمة وهناك إحصائية من مكتب الإحصاء التابع للأمن القومي الأمريكي حيث ذكرت هذه الاحصائية بأن عدد السعوديين المتقدمين للحصول على قانونية وضع الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة وذلك ما بين عام ٢٠٠١-٢٠١٠م قد بلغ نحو ١١ ألف و٧٢١ شخص ، كما أن موضوع له علاقة بذلك حيث بدأت هجرة لبعض المواطنين لدول الجوار وذلك من أجل العمل والتجارة حيث يعزى سبب ذلك إلى البطالة والبيروقراطية والفساد مما أدى ببعض رجال الاعمال لنقل أو فتح شركاتهم هناك حيث التسهيلات في الأيدي العاملة والتصاريح التي يحصلون عليها سريعا وبسهولة عن طريق الانترنت فإذا لم يتدارك الوضع ستجد الدولة نفسها في مشكلة حيث هجرة الاموال و العقول ومن ضمنهم المخترعين لخارج الوطن ولقد تذكرت كلمة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وعافاه -” إنني اتطلع لرؤية عصر زاخر بالمخترعين والصناعيين المسلمين والتقنية المسلمة المتقدمة وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته دون إفراط ولا تفريط” فهل سنرى هذه الكلمة تفعل على أرض الواقع في القريب،نأمل ذلك من الجميع٠
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …