الكاتب حينما يكتب تنساق له الحروف ، ويفيض قلمه عذوبة وأدباً فيرتفع أسلوبه مرة للأعلى وينخفض مرة للأسفل مثل سلم نوتة موسيقي لمعزوفة فنية جميلة ممتعة.، ويكون معها أحياناً صبغة خيالية فاتنة ، فالكاتب حينما يكتب يشعر أحياناً كأنه مثل الطائر الحر الذي يحلق في السماء عالياً بدون قيود ، وأحياناً إذا كان يكتب عن الحب أو الخواطر الرومانسية ،فهو يشعر وكأنه جالس أمام البحر ويتأمل أمواجه مع لحظة الغروب ، أما إذا كان الكاتب يكتب بغضب فحروفه تأتي مثل رعد يضرب ببرقه ويزمجر أو كأمواج البحر العاتية الغاضبة التي تضرب في صخور الشواطىء بقوة ، فالكتابة تجعل الشخص مرهف الإحساس، وتجعله يتألم إذا رأى أو قراء عن معاناة أو ألم فيكتب عنها من خلال هذا المنظار، والكاتب المتمرس يستطيع أن يجعل القراء يتأثرون اذا كتب عن شيء يلامس أوتار قلوبهم ، وتكون كتابته كالموسيقى التي تعزف وتطربهم، كما أنه يستطيع أن يجعل حروفه كالموسيقى التي بها حزن ،ومرة كاللحن الموسيقي الذي يعزف بالامل والسعادة، ومرة يستطيع أن يجعل حروفه تعزف كسمفونية الشوق، وأحيانا يقدر أن يجعلها تعزف موسيقى الفقد الشجية، وأحيانا له القدرة أن يجعلها تعزف موسيقى الحب، فالكاتب مثل قائد الأوكسترا أو المايسترو كما يحلو للبعض تسميته وأما الفرقة الموسيقيه فهي الحروف ٠
سلمان محمد البحيري
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …