الإرادة الصلبة وراء تحقيق النجاح

ولد فوجيسيك فى ملبورن، أستراليا،4 ديسمبر 1982 ومنذ ولادته وهو مريض بمتلازمة رباعى إميليا وهو مرض نادر ويفقد الشخص الأطراف الأربعة الأيدى والأرجل منذ الولادة . وعندما أخذ يكبر بدأ يحس في نفسه الألم، كما بدأ يفهم بأنه أقل حظا من غيره من الأطفال، ويرى نفسه أنه الطفل الوحيد بهذه الصورة، وعندما بلغ سن الثامنة من عمره حاول أن ينتحر ليتخلص من هذه الحياة وهمومها التي بدت له كصورة سوداء قاتمة، لكن والداه كان لهما الأثر الكبير في بعث الأمل لديه حين قالا له: “إن الحياة اختيارين، إما المحاولة.. أو اليأس والفشل”. بدأ يفكر “نيكولاس″ في حياته، وفكر عميقا بأن هذا قدر قد كتب له، وأن الأمر ليس بيده ولا بيد والديه أو أي أحد في العالم من البشر، بإمكانه أن يصنع له أطرافا من ذات جسده، لاسيما أن الأطباء قد حاولوا تركيب أطراف صناعية له في صغره، لكن ثقل وزنه الذي كان (24) كيلو جراما لم تتمكن الأطراف من تحمله.. فباءت هذه العملية بالفشل.دراسته ومشكلاته: قرر “نيكولاس″ البدء بحياة أفضل وأوسع مما يعيشها.. والتحق بالمدرسة كأقرانه، وترك كل ما سيقال عنه خلف ظهره.. ورغم توبيخ بعض الأطفال من سنّه له بكلام ينتقص من حقه كإنسان في تلك الفترة إلا أن “نيكولاس″ واصل الدراسة ولم تزده تلك الألفاظ إلا ابتسامة واستمتاعا بإعاقته، واستمر في تعليمه حتى أتقن القراءة والكتابة على الحاسوب بالإضافة إلى السباحة وركوب الخيل وكرة القدم وغيرها. هناك الكثير من العراقيل التي واجهت “نيكولاس″ في حياته لكنه لم يستسلم لها، حيث كان طموحه أكبر من أي عراقيل ستقف أمامه، ومن أبرز هذه العراقيل وفي عام 1990م لم تسمح الحكومة الاسترالية للأطفال المعاقين بالذهاب إلى المدارس العادية مع عدم دفع أي مساعدات مالية لنيكولاس أو لوالديه حتى يستطيع إكمال تعليمه، فقرر والداه أن يتحملوا قسوة الظروف لإيجاد مصاريف مدرس خاص لابنهم، بهدف استكمال تعليمه للمرحلتين الابتدائية والثانوية، ولم ينهي “نيكولاس″ هذه المرحلة حتى واجهته وأهله مصاريف الجامعة الباهظة.. لم يفقد والداه الأمل في البحث عن داعم له، وبعد مرارة بحث تكفلت إحدى الشركات الخاصة بمساعدة “نيكولاس″ لاستكمال تعليمه. إنجازاته
نيكولاس 7 نيكولاس 14 نيكولاس3 نيكولاس4 نيكولاس6 نيكولاس2 نيكولاس 6 نيكولاس13 نيكولاس11نيكولاس9نيكولاس19 نيكولاس18نيكولاس17نيكولاس16نيكولاس15

أين وصل“نيكولاس″ اليوم بعد تلك المعاناة في حياته؟ أصبح وبعد مسيرته الكفاحية تلك وطموحه ومحاولاته في التغلب على إعاقته يمتلك ثلاث شهادات في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال، كما يرأس واحدة من أكبر المؤسسات الأهلية في أمريكا الراعية للإعاقة إلا وهي “attitudeisaltitude”. وهو أيضا رئيسا لشركتين من أكبر الشركات المهتمة بمجال الاقتصاد في بلده استراليا، كما يعتبر اليوم “نيكولاس″ من أبرز الشخصيات الداعمة والنشطة في مجال دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث زار أكثر من (20) دولة فيها مؤسسات تعنى بشأن المعاقين. “نيكولاس″ كذلك له العديد من المحاضرات والندوات التي يعرض فيها تجربته المذهلة في تحدي الإعاقة، ويبث من خلالها الأمل في قلوب المعاقين ويكسب ود الأصحاء للمساهمة في معاونة هذه الشريحة الإنسانية التي لا فرق بينها وبين الأصحاء.من أشهر أقواله : لدي إيمان قوي، ولا أعرف اليأس أو الملل، وقررت ألا تقف إعاقتي عائقاً أمامي لتغيرني، وتعلمت أنني لست وحدي ذا إعاقة فجميع البشر لديهم إعاقات، فالخوف إعاقة، والخجل إعاقة، والتردد إعاقة،والكمال لله وحده، ولكن الأمل والثقة والإرادة هي الأشياء الأساسية التي يجب أن يحصل عليها الشخص السوي في حياته، وهذه الأشياء لا فرق فيها بين معاق وغيره، وهي أشياء لا تشتري من السوق " لا أستطيع أن أصافحك باليد.. لكني قد أطلب منك أن تضمنى, نمر أحيانا بأيام حلوة وأخرى سيئة .. لكن عندما يستهزء بنا الناس لا يجب أن نقلق أنفسنا بما يقولون، فالمشكلة ليست في مظهرى لكن المهم هو جوهري, فأنا لست معاقا وحدى لكن كل منا معاق لاحتياجه للحب, قد أكون بلا يدين أو ساقين.. لكنى أحب الحياه، ومؤمن بإرادة الله وبأن النجاح لا حدود له طالما هناك أمل فى الله وقدرته, فالخوف يمكن أن يكون إعاقه كبيره فى حياتنا إذا تمكن منا، فلا تجعله ينال منك وتأكد أن الله معك فى كل وقت وفي كل الأحوال" يعيش فوجيسيك الآن مع زوجته فى كاليفورنيا، وتلقى بعد زواجه أكثر من 3 ملايين تهنئة من 25 دولة فى مختلف أنحاء العالم.

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً