كيف تحقق حلمك ؟.. نصائح مفيدة

ما هو الشيء الذي تتمناه أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا ؟

ربما يكون حلمك هو أن تبدأ عملك الخاص أو أن تسافر حول العالم أو تقوم بتأليف كتاب أو حتى تستطلع إمكانيات اختراع جديد كانت فكرته مختمرة في رأسك وكنت تقوم دائما بتأجيل تنفيذ الفكرة هناك أفكار عظيمة تموت حتى قبل أن تولد , وذلك لسببين رئيسيين :

أول شيء يمنع الناس من تحقيق أحلامهم هو ما أطلق عليه ((السم الحلو)) وقد خطر هذا الاسم في ذهني عندما ذهبت الى حديقة الحيوانات , وشاهدت ثعبانا جميلا جدا , وكتب على اللوحة المثبتة على بيت الثعابين ((خطر)) .. واندهشت كيف يكون شيئا جميلا بهذا الشكل يحتوي على مثل هذا السم القاتل بداخله .

أما بالنسبة للناس فـ((السم الجميل)) لن يأتيهم من أعدائهم حيث أنهم يشكون في الآخرين في أن يحاولوا هدمهم , ولكن العكس هو الصحيح ف ((السم الحلو)) يأتي من الناس المحيطون بهم والمهتمون بأحوالهم من أصدقاء أو جيران أو حتى من أفراد العائلة لأنهم سيسببون لهم كل الأسباب التي من اجلها ستفشل أفكارهم , وكيف أنهم سيكونون عرضة للسخرية والاستهزاء لو قاموا بتنفيذها .. كما أن بعض الناس من الممكن أن تنتقد أحلامنا بدافع الغيرة فقط , وغالبا ما ينتقدون الأحلام بدون وعي استنادا على قيمهم ومعتقداتهم الشخصية بصرف النظر عن قيمنا واعتقاداتنا نحن , وبالرغم من أن نصائحهم تكون نابعة بصدق من داخلهم إلا انها من الممكن أن تسبب الكثير من الأذى بالضبط مثل الثعبان الجميل ذو السم القاتل .

الشيء الثاني والعقبة الأساسية التي تمنعك من تحقيق أحلامك هو أنت نفسك … قال دكتور روبرت شولر في كتابه قوة الأفكار ” المكان الوحيد الذي تصبح فيه أحلامك مستحيلة هو داخل أفكارك أنت شخصيا ”

هل تتذكر أي مرة كنت فيها تريد عمل شيئا معينا , ولكنك قلت لنفسك ” لا .. أنا لا استطيع عمل ذلك ” وأقنعت نفسك أن تترك هذا الحلم .. ما الذي يمنعك أو يمنعني أو يمنع أي شخص من تحقيق الأحلام الذاتية ؟ و الإجابة في كلمتين ” منطقة الأمان ” .

” منطقة الأمان ” عبارة عن الأشياء التي مارسناها لمدة كافية ولمرات عديدة ونشعر بالراحة والأمان عندما نكررها مرة أخرى , ولو عندنا فكرة أو حلم سيخرجنا من منطقة الأمان سنشعر بالقلق وعدم الراحة , وسنبحث عن الأسباب التي من أجلها لن سنتفادى عمل الشيء الجديد , والناس من الممكن أن تقول لك أن فكرتك لا قيمة لها , ويعطونك العديد من الأسباب التي من أجلها لن تنجح هذه الفكرة , ولكنك الوحيد الذي يملك القوة لكي يقبل أو يرفض ما يقال لك .

وقال ويلي جولي في كتابه بعنوان ” تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك ” .. ” إذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك , ولا تدع فرصة لشكوكك أن تخمده , فمن الممكن أن يصبح حلمك حقيقة ”

عندما كان عمري ست سنوات كان لدي حلمين كبيرين :

الحلم الأول هو أن أصبح بطل مصر في لعبة تنس الطاولة , وكنت أتابع الأخبار يوميا على أمل أن أسمع أي خبر عن دورات في مدينة الإسكندرية حيث كنت أقيم , وكنت أشاهد كل بطولة , وأذهب مبكرا وأظل لآخر دقيقة , وكنت أراقب أبطال اللعبة في حركاتهم وتصرفاتهم وطريقة لعب كل منهم وأحلم أن أكون مثلهم . وبعد عدة سنوات قررت الانتظام في فريق , وخضت محاولات تجريبية في أكثر من 20 نادي رياضي ورفضوني جميعهم . وأخيرا قال لي أحد المدربين ” سأدربك , ولكن بشرط ” .. فسألته ” وما هو هذا الشرط ؟ “.. فرد وقال ” سنتدرب 6 ساعات يوميا لمدة سنة كاملة , ولن تشترك في البطولات قبل أن أشعر أنك فعلا مستعدا لذلك ” وقبلت الشرط بدون تردد , وبدأنا التدريبات العقلية والبدنية وبعد 6 شهور فقط قال لي المدرب ” الآن سنخوض أول تجربة ” وكان قد تبقى في ذلك الموسم دورتين فقط , ولدهشة الجميع كسبت المركز الأول في الدورتين . وفي المرسم التالي أحرزت المركز الأول في جميع الدورات بما فيهم البطولة القومية , وأصبحت بطلا لمصر , ومثلت بلدي في بطولة العالم بألمانيا الغربية عام 1969 وحققت أول أحلامي لثقتي أنني قادر على عمل ذلك وفعلا نجحت .

قالت اليانور روزفلت ” يكون المستقبل للذين يؤمنون بجمال أحلامهم ” .. فابدأ من اليوم بتكوين أو أعادة تكوين أحلامك .. احلم أحلام كبيرة , وكما قال جوثا ” لا تحلم أحلام صغيرة , فإنها ليست لها قوة لدفع الأشخاص “.

والآن إليك هذه الطريقة التي توصلك لتطوير قوة أحلامك :

1- دون عشرة أشياء تتمنى أن تحققها .

2- دونهم بالترتيب حسب أهميتهم لك , الأكثر أهمية ثم الأقل فالأقل .

3- اجلس في مكان هادئا ومريحا بحيث لا يزعجك أحد لمدة 15 دقيقة .

4- تنفس بارتياح وبعمق , املأ رئتك بالهواء ومع تفريغ الهواء أخرج أي توتر من جسمك .

اجلس في وضع مريح تماما , وأغمض عينيك وقم بالتركيز على كل جزء من جسمك وتخيل إنك تنزل سلما يحتوي على عشر درجات , ومع كل درجة تنزلها تشعر بارتياح واسترخاء أكثر . على الدرجة العاشرة اترك نفسك تماما واشعر بالارتياح وأطلق أي توتر .

– على الدرجة التاسعة اشعر بارتياح أكثر واسترخاء أكثر .

– على الدرجة الثامنة راحتك تزيد أكثر .

– على الدرجة السابعة استرخي أكثر .

– على الدرجة السادسة استرخاء أكثر .

– على الدرجة الخامسة راحة أكثر .

– على الدرجة الرابعة استرخاء أكثر .

– على الدرجة الثالثة راحة أكثر .

– على الدرجة الثانية استرخاء أكثر .

– على الدرجة الأولى في غاية الارتياح والاسترخاء التام .

تخيل أن أمامك باب .. ألمس الباب , أفتحه , لاحظ النور الذي وراءه .. هذا هو نور مستقبلك , اعبر من خلال الباب وابدأ في المشي في حياتك المستقبلية تجاه هدفك , استمر في المشي في خط إطارك الزمني الى أن تصل للمكان والزمان الذي تحقق فيه حلمك . لاحظ أين أنت بالضبط .. من هم الذين حولك .. ماذا ترتدي , لاحظ كل شي تراه , وكل شيء تسمعه , وعندما تحقق حلمك لاحظ ما الذي تقوله لنفسك بالضبط , لاحظ إحساساتك , لاحظ تنفسك , لاحظ الجو المحيط بك , ولاحظ درجة حرارة الحجرة التي أنت بها , حس بكل شيء , بكل جوارحك.

والآن كون صورة لنفسك بعدما قمت بتحقيق هدفك .. قم بتكبير هذه الصورة واجعلها قريبة منك أكثر, وضف إليها كل ألوانك المفضلة , قم بإعطاء هذه الصورة شيئا من الطاقة بان تأخذ نفسا عميقا ثم تطلق سراح هذا النفس في الصورة , وقم بعمل ذلك ثلاث مرات .. انظر إلى الصورة تسبح من فوقك .

والآن أترك صورتك وأنت تحقق حلمك وعد ” على خطك الزمني ” للحاضر وأنظر لصورتك التي ستكون عليها في المستقبل وهي الصورة التي تنتظر منك أن تصل إليها .

خذ لحظة اشكر فيها عقلك الباطن واشكر الله الذي مدك بكل هذه القوة لتحقيق حلمك , أغمض عينيك وابدأ الآن في صعود السلم وفي كل خطوة سيكون عندك طاقة أكبر وثقة أكثر وستشعر بزيادة في الانتعاش .

– الدرجة الأولى ثقة أكثر.

– الدرجة الثانية قوة أكثر .

– الدرجة الثالثة ثقة أكثر بنفسك وبقدراتك على النجاح .

– الدرجة الرابعة طاقة أكثر ويزداد تنفسك قوة .

– الدرجة الخامسة طاقة أكثر .

– الدرجة السادسة ثقة أكثر و قوة أكثر و طاقة أكبر .

– الدرجة السابعة طاقة أكبر و ثقة أكثر .

– الدرجة الثامنة طاقة أكبر وقوة .

– الدرجة التاسعة طاقة أكبر وعندما تصل الى الدرجة العاشرة افتح عينيك وأجلب معك كل المعرفة وكل القوة وكل الثقة التي تحتاجها لتحقيق حلمك .

– أهنئك أنت الآن مررت بتجربة النموذج القوي في ” إيجاد مستقبل ايجابي ”

كرر هذا التمرين مع كل حلم من أحلامك , وقم بالتدريب عليه عدة مرات بقدر المستطاع لأن هذا التدريب من الممكن أن يقوم بعمل المعجزات في حياتك كما حدث معي أنا شخصيا .

ابدأ اليوم وأحلم أحلام كبيرة .

اقرأ عن سير الناجحين , واشعر بنجاحهم , وتخيل نفسك تحقق إنجازاتهم , احذر من لصوص الأحلام , احذر ” السم الحلو” لا تعطي الفرصة لأي شخص ولا حتى لنفسك أو أي شيء أن يسلبك أو يسرق منك أحلامك .. دع خيالك يسبح على هواه لأن خيالك له القوة التي من الممكن أن تساعدك على تغيير حياتك , ثق بنفسك وكرر كثيرا ” في استطاعتي أن أنجح .. أنا واثق من قدرتي على النجاح ” وستصل بإذن الله لأعلى الدرجات .

د. إبراهيم الفقي رحمه الله

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …