أنظمه قاتلة للإبداع

يوجد في بعض الدول العربية والإسلامية بيئات قاتلة للإبداع والطموح وطاردة للشباب إما بسبب نظام الحكم الذي يحكم بالحديد والنار وإما بسبب الفقر أو بكليهما معا، ما يؤدي إلى هجرة العقول والفنيين المهرة إلى الخارج، وخاصة إلى أمريكا وكندا وبعض الدول الأوروبية وبعض دول أمريكا الجنوبية.ولقد ذكرت تقارير أن خسائر هذه الهجرة قد تجاوزت مئتي مليار دولار وذلك بسبب التخصصات والمهارات النادرة التي يعملون بها في هذه الدول ومن أمثلة هذه التخصصات النادرة الهندسة النووية، وعلوم الليزر، ومختصو جراحات دقيقة، والعلاج بالإشعاع، والهندسة الإلكترونية، والميكرو الكترونية، وتكنلوجيا الأنسجة، والفيزياء النووية، والهندسة الوراثية، وعلوم الفضاء، والميكروبيلوجيا، واقتصاديات السوق، والعلاقات الدولية ٠ويعود سبب هجرة هذه العقول إلى الاضطهاد وعدم الاستقرار السياسي لأسباب دينية، أو طائفية، أو عرقية، أو ثقافية، أو أيدلوجية، حيث التعرض للقهر وحرمان المواطن من حقوقه السياسية، والاعتقال من دون قوانين وبلا محاكمة وكبت للحريات والتعذيب والتصفيات الجسدية وكذلك الفقر ونقص الخدمات في التعليم والخدمات الصحية والصرف الصحي والكهرباء والماء والسكن وبالتالي انخفاض مستوى المعيشة وترتبط الهجرة إيضا بالبطالة لعدم وجود وظائف أو لعدم وجود وظيفة في مجال التخصص ومن أسباب الهجرة هو قلة المختبرات والمعامل المختصة وقلة ما ينفق على الأبحاث مقارنة بالغرب حيث يوجد تقرير من الجامعة العربية يقول إن الدول العربية مجتمعة تنفق دولارا واحدا على الفرد في مجال البحث العلمي مقارنة بما تنفقه امريكا 700 دولار لكل فرد، وأما الدول الأوربية تنفق 600 دولار لكل مواطن أما في البحث العلمي فيقول تقرير أن كل مليون عربي يقابلهم 318 باحثا علميا بينما في العالم الغربي فإن لكل مليون شخص يقابلهم 4500 باحث ومن أسباب هجرة حملة الشهادات العليا والفنيين المهرة، هو الواسطة والمحسوبية في التوظيف فالمسئول عن التوظيف لا يعرف أن الرجل المناسب بمؤهلاته وخبراته في المكان المناسب مما تسبب بهجرة هذه العقول للخارج لتستفيد الدول الأجنبية بعد أن خسرت عليهم دولهم في مجال تعليمهم التعليم الأساسي لدرجة أن من ذهب يدرس هناك لم يرجع واستقر هناك في الخارج ولو أخذنا دولة مصر كمثال وخسارتها من الهجرة فإنها تخسر 50 مليار دولار سنويا ولنأخذ مثال آخر على البيئة الطاردة إيضا، والمتمثل في لبنان فيبلغ عدد سكانها 4099,000 نسمة كما يبلغ عدد المهاجرين والمنحدرين من أصل لبناني في العالم 8624000 نسمة وذلك على حسب إحصائية عام 2008 وهناك الحضارمة من اليمن ولقد تمركزوا في جنوب شرق آسيا ولنأخد أندونيسيا حيث يبلغ عددهم أربعة ملايين نسمة.وأما في ماليزيا فوصلت أعدادهم مليون نسمه وأما في سنغافوره فيصل عددهم عشرة آلاف نسمة وهناك منهم في الهند وسيلان ويقارب عددهم احد عشر مليون نسمة فالأكثرية حضارمة وهناك قلة من الاشراف من الجزيرة العربية من غادر إلى باكستان بعدما ضيق عليهم الإحتلال البريطاني في ذلك الوقت. ومن أشهر المهاجرين العرب عموما كارلوس منعم رئيس الأرجنتين السابق وهو سوري الأصل وخوليو سيزار رئيس سابق لجمهورية كلومبيا لبناني الأصل وجميل معوض رئيس الأكوادور سابقا لبناني الأصل، ووزيرة الخارجية في الأرغواي ليلى رشيد سابقا وهي سورية الأصل، علي العطاس وزير خارجية أندونيسيا سابقا وهو يماني الأصل، ورالف نادر من أشهر المحامين في أمريكا وكان مرشحا رئاسيا وهو لبناني الأصل، ودونا شلالا وزيرة الصحة الأمريكية وهي لبنانية الأصل، وجيمس رزق وهو سيناتور أمريكي سوري الأصل، أما في مجال الفن فهناك سلمى حايك الأمريكية لبنانية الأصل، وماريو قصار من أشهر منتجي الأفلام الأمريكية في هوليوود، ومصطفى العقاد، وعمر الشريف. وأما في مجال العلوم فهناك فاروق الباز، وهو عالم فضاء في ناسا وهو مصري الأصل، والياس خوري عالم أمريكي حاز على جائزة نوبل في الكيمياء، ومايكل ديجي جراح أمريكي شهير لبناني الأصل، ومجدي يعقوب بريطاني الجنسية مصري الأصل، وعصام النمر عالم كبير في ناسا وهو فلسطيني الجنسية، وأحمد زويل أمريكي الجنسية مصري الأصل، والحايز على جائزة نوبل في الكيمياء وجبران خليل جبران أمريكي الجنسية لبناني الأصل، وهو مشهور في الأدب وعائلة آل فايد محمد، علي، صلاح وهم يعملون في التجارة ببريطانيا ويحملون الجنسية البريطانية وهم يرجعون لأصول مصرية ومحمد هو الذي يمتلك محلات هارودز وأما في المجال الرياضي فمن أشهرهم سقراط وشقيقه راي نجما المنتخب البرازيلي في الثمانينات وهما فلسطينيي الأصل، وزين الدين زيدان لاعب كرة قدم مشهور فرنسي الجنسية وجزائري الأصل، وجبرايل باتيستوتا نجم منتخب الأرجنتين سوري الأصل، فاجندو سافا أرجنتيني ويلعب محترفا في نادي فولهام الأنجليزي وهو فلسطيني الأصل، ونسيم حميد من أشهر ملاكمي العالم وهو بريطاني الجنسية يمني الأصل، وخوسيه إلياس وهو لاعب في منتخب البرازيل وأنتر ميلان وهو برازيلي الجنسية ولبناني الأصل، وهناك كثيرون لا يتسع مقالي لذكرهم.فهؤلاء جميعا وجدوا في هذه الدول التي هاجروا إليها الحياة الكريمة وتوفرت لهم امتيازات في التجارة والاستثمار وفي التعليم والرعاية الصحية والسكن وضمن لهم القانون العمل بحيث يصرف لهم راتب حتى يجدوا عملا فوجدوا هذه البيئة الخصبة البيئة الجاذبة فأبدعوا وحققوا طموحاتهم التي ما كانت موجودة في بلدانهم الأصلية.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …