ماذا لو تأخرت عاصفة الحزم؟!

حينما تدهورت الأوضاع في اليمن الشقيق ، ومن ثم أخذت الأمور تتجه بها إلى حافة الهاوية وذلك حين أراد الحوثي الإستئثار بالسلطة لنفسه هو والرئيس المخلوع وتم رفض المبادرة الخليجية والمماطلة وكان هدفهم الاستيلاء على عدن والمدن الأخرى في منطقة الجنوب حتى يسلموها لإسيادهم في طهران ، من أجل ممارسة حرب طائفية قذره في اليمن وإكمال مخطط التمدد الشيعي الذي ترعاه طهران في المنطقة مثلما ماحدث في العراق وسوريا ، لذلك إينما تحل أيران في بلد فهي تنشر فيه الخراب والدمار والطائفية والكراهية والإقتتال مابين المسلمين السنة والشيعة ويكون هدفها تعميم ذلك في الوطن العربي وتقوم به بآمتياز فهي تبنت الفرقة في الدول العربية من أجل إقتتال البلد الواحد ومن ثم السيطرة عليها ونهب ثرواتها ، وهي تقوم بحرب بالوكالة عن إسرائيل لذلك هما حلفاء في الخفاء مع بعضهما ، للقضاء على كل عربي وخاصة حينما يكون سني ، فلو تأخرت الدول العربية في تحالفها بعمليات عاصفة الحزم لدخلت المنطقة في دوامة عنيفة والله أعلم متى ستخرج منها لأن الهدف القادم لهم بعد اليمن هو تهديد أمن السعودية ثم مصر والخليج ، لذلك أيران إستغلت الفرقة في اليمن وفي العراق وسوريا حتى تأتي وتبث سمومها وتمد اتباعها بالسلاح والمال من أجل خلخلة الأمن ، ومن ثم السيطرة على الشعب من خلال قيام نظام قمعي طائفي ، لذلك كان لابد من تحالف خليجي وعربي وإسلامي من أجل الوقوف في وجه الإرهاب الحوثي و التوسع الأيراني ، ولو رجعنا للتاريخ لوجدنا أن الصفويين دائما تاريخهم مع العرب والمسلمين السنة أسود ، فهم دائما مايستعينوا بعدو خارجي للأعتداء على العرب والمسلمين من أجل أنهم فقط سنه لإنهم في معتقداتهم يحقدون على الصحابة وآل البيت وذلك من خلال شتمهم بأقذع الألفاظ وهم من تسبب في قتل علي ابي طالب رضي الله عنه وهم من قتلوا الحسين ثم أخذوا يتباكون عليه ويتمادى معمميهم في الضلال ، حينما يجعلون الدهماء يجلدون ذاتهم سنويا في عاشوراء لإجترار هذه الاحداث ويوظفوها لزرع الأحقاد والكراهية عند الدهماء ويتهموا السنه بأنهم من قد فعل ذلك ، كما غسلوا أدمغتهم بأن قتل السنة فيه ثواب ودخول للجنة لذلك أصبح معمميهم يوزعون صكوك الجنة والغفران لمن يقتل سني ويعتبرونه جهاداً ، لأنه هو العدو على حد زعمهم والرافضة على مر التاريخ ليس لهم مواقف إيجابية أو حضارية مع جيرانهم العرب والمسلمين ولم يفتحوا شبرا واحد لنصرة للإسلام والمسلمين ، بل دوماً مصدر فتن و قلاقل ، لذلك فإن عاصفة الحزم حينما تمت لدعم الشرعية لقيت ترحيبا دوليا ماعدا فقط إسرائيل وأيران والمتابع لإعلام العدو الإسرائيلي من صحافة وقنوات تلفزيونية يرى بأنه أستغل عمليات عاصفة الحزم ضد السعودية ودول الخليج ومصر حيث أتهمتهم بإحتلال مضيق باب المندب ، وخاصة بعد تحرك قطع بحرية من الجانب السعودي والمصري ، ويعود تناغم ردود الفعل وإنسجامها مابين اسرائيل وإيران إلى تحالف تاريخي قديم في مابينهم ، وذلك حينما حرر سيروس الفارسي اليهود من عبودية الفرس قبل ٢٥٠٠عام وطلب منهم العودة للقدس وإعادة بناء معبدهم ،ولقد سبق ان تحالفوا الرافضة ايضا مع التتار ضد الدولة العباسية في منتصف القرن السابع الهجري وذلك حينما اتخذ الخليفة العباسي “المستعصم” وزيراً له من الرافضة وهو إبن العلقمي، فصار إبن العلقمي الشيعي الرافضي يعمل على إضعاف الدولة العباسية، فأقنع الخليفة بتقليل عدد الجيش، ثم راسل التتار يشجعهم على غزو بغداد، حتى تسبب لأهل بغداد سنة (656ه) بمجزرة لم يعرف لها التاريخ مثيل، فقتل التتار الخليفة والقادة والعلماء وحفاظ القرآن أولاً كل ذلك بتشجيع وحث من إبن العلقمي ثم بدأ التتار بتذبيح المسلمين في بغداد حتى قتلوا منهم نحوا مليوني مسلم، وسالت الدماء في الطرقات مدة، وعم الوباء في المنطقة بسبب جيف القتلى ، وهذه الحادثة مشهورة مذكورة في كتب التاريخ “البداية والنهاية” لابن كثير، و”الكامل” لابن الأثير، و”تاريخ ابن خلدون” “وتاريخ الخلفاء ” وأيضا لقد سبق وأن تحالف الصفويين مع الصليبيين منذا عام ١٥٠١ حيث دعا الشاه الصفوي حاكم البرتغال في ذلك إلى التعاون والهجوم على مكة المكرمة والمدينه المنورة ، وتم فعلا تنفيذ الهجوم على جده من قبل الصليبي حاكم البرتغال من جهة الغرب وأما الصفويين فتقدموا من جهة الشرق حتى وصلوا للبكيريه ، ولكن الله سلم حيث حصلت أحداث داخلية في البرتغال مما دعى حاكم البرتغال إلى الإنسحاب فوراً ، والعودة لإخماد الثورة الداخلية ، كما أن إيران أول من اقام علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل لذلك أصبحوا حلفاء في الخفاء منذ ثلاثة عقود ضد العرب السنة ، وقائما بينهم تعاون عسكري وإستخباراتي اثناء الحروب العربية بواسطة رئيس ايران السابق شاه ايران محمد رضا بهلوي ، وذلك من أجل إمداد اسرائيل بالنفط ، كما ساهم مائة الف يهودي في ايران بتقوية العلاقات التجارية بين البلدين وتجلى ذلك التعاون في الحرب العراقية الايرانية من دعم إسرائيل لأيران بالإسلحة في حربها ضد صدام حسين ومساعدتها حيث أن أسرائيل صارت وسيطا مابين أيران وأمريكا وتم عمل صفقه حيث تم الافراج عن الرهائن الامريكيين المحتجزين في لبنان مقابل إسحلة لايران ومعدات تقنية متطوره في عهد الرئيس الأمريكي السابق ريجان ، وهي ماعرفت بعد ذلك بفضيحة إيران كونترا، ومهما بلغ العداء إعلامياً بينهما لكن العلاقات والتعاون تبقى في الخفاء مابين إسرائيل وأيران ، فإسرائيل بحاجة لأيران وسوريا من أجل السيطرة على حزب اللات وحماس والجهاد الاسلامي وداعش والنصرة وفيلق القدس، وطهران تسعى لعدم تجنب الهجوم على منشأتها النووية ، في مقابل أن اللوبي الصيهوني لا يفرض عقوبات على أيران ولا يضعها في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب ، وذلك حين دعمها للمنظمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش والحوثي وحزب اللات والنصرة والمليشيات الشيعية وفيلق بدر والعباس وفيلق القدس فدول الخليج حينما تدخلوا في اليمن هو من أجل الدفاع عن أنفسهم و وقف هيمنة ميليشيات الحوثي المسلحة بالقوة والمدعومة من أيران بالمال والسلاح ودول الخليج هم أيضا تدخلوا أيضا ضد “داعش” والقاعدة في العراق وسوريا، وعلى العكس من إيران التي كونت فيلق القدس المسلح وبدلاً من أن يتجه إلى فلسطين ليحرر القدس التي يحمل إسمها ، دخل فيلق القدس أراضي العراق وسوريا للقيام بمجازر طائفية ضد السنة هناك ، وكما توجه إلى اليمن لمساندة الحوثيين الشيعة ، فلو لا قدر الله تأخرت عاصفة الحزم لأصبحت دول المنطقة تحت نفوذ ايران والمنظمات الارهابية التي تدعمها ، ولكانت الحروب الطائفية ستعم دول الخليج ومصر والدول العربية لا سمح الله ، بسبب التدخل إلايراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أكثر مماهو حاصل الآن في العراق وسوريا واليمن وليبيا ، ثم يحدث بعد ذلك الإجتياح أو تقسيم المنطقة إلى كاونتونات طائفية وعرقية ، فعملية عاصفة الحزم ليست فقط دفاعاً عن الشرعية في اليمن وشعبه ودفاع عن السعودية وشعبها وعن الحرمين وإنما دفاعاً عن شعوب دول المنطقة العربية والاسلامية ، وقد جاءت لتوقف العدوان الايراني الاسرائيلي الذي يريد العبث وتقسيم المنطقة ونهبها لنفوذهما وذلك من أجل مصلحة الطرفين ٠
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …