عجباً ممن يقبل بالمنصب ويفرح به، ثم لا يقبل تبعاته ويحزن منها!!، ومن تبعات المنصب اللوم على عدم إجادة مهامه وإنتقاد الفشل في تحقيق ما يليق بمقامه وهو انتقاد لأداء موظف في وظيفة حولته من شخصية مجهولة مغمورة آمنة الى شخصية معروفة مشهورة محاسبة أي تحول باختصار إلى ما يطلق عليه شخصية عامة!!.
لماذا يضيق المسؤول والوزير والمحافظ والمدير والمشهور بالنقد واللوم والمحاسبة الذي هو من تبعات المنصب المهدى إليه ومن (اكسسوارات) الهدية التي فرح بها؟! وهلا قعد في بيته ورأى إن انتقدناه أم لا؟!.
وهذا بالمناسبة لا يحدث الا في ما يسمى بدول العالم الثالث، وعندنا تحديداً، حيث يمنح المنصب و يهدى ولا يفوز به المرء بناءً على مواصفات و سيرة ذاتية ومؤهل فيه يتسابق المتسابقون!!.
لماذا يقبل الوزير عندنا بأن يكون (شخصية) عامة تلفت النظر وتستقبل وتنتظر و تسير في خطى طاووسية وتتمخطر وتستمتع بالمميزات والتسهيلات والاستقبال والتوديع بناءً على كونه تحول إلى تلك ( الشخصية) العامة ثم إذا ما انتقد بناءً عليها اعتبر النقد اساءة (شخصية)؟!.
في ظني أن السبب يعود لتداخل معاني هذه المفردة في لغتنا الفريدة، مفردة (شخصية).
هو يفسرها كيف يشاء ومتى شاء، فيعتبر الفوز بالمنصب هدية (شخصية) وبالتالي فإن محاولة المساس به اساءة (شخصية) و أنه عند الإستواء على عرش المنصب تحول إلى (شخصية عائمة) يحيط بها الماء برداً وسلاماً ومن يقترب منه يغرق!!.
الأستاذ / محمد الأحيدب
المصدر مدونة محمد الأحيدب
http://www.alehaidib.com/