قصة الاميرة كوهرشاد والمسجد

كان هناك ملك من الملوك عنده بنت واحدة فقط، وهي الأميرة الشابة كوهرشاد هذه البنت كانت جداً جميله وفي نفس الوقت كانت متدينه خلوقة ومؤمنه تخاف الله تعالى
كان عندها عُقد( قُلاده) من ذهب ثمين جداً فوهبته لله وتبرعت بها وقالت خذوا هذا العُقد وبيعوه وأبنوا بماله مسجداً ، فأخذوا مساعدين الملك هذه الأموال وبنوا به مسجداً كبير وجميل جداً فقالت الاميرة كوهرشاد لحراسها : أريد أن أذهب وأرى المسجد فاذهبوا وأخلوا المسجد من الناس والعمال لكي أدخل وأطّلِع على البناء والعمل، فخرج الناس والعمال كلهم ، وكان أحد العمال يعمل في مكان مرتفع فوق فلم يروه الحرس فبقيَ فوق، فدخلت الاميرة كوهرشاد للمسجد ورفعت الحجاب عن وجهها وأخذت تنظر للمسجد، فهذا العامل رأى بنت الملك وجمالها
فأحبها وعشقها، فأثر العشق في قلب هذا الولد الشاب العامل ورجع للبيت وأصابه بسبب كثر الشوق والحب مرض وضيق وبقيَ طريح الفراش!!!
وهو شاب يتيم الأب وعنده أم عجوز
فأمه سألته بحزن : مابكَ ياولدي لما حالك هكذا
فقال : يا أمي أنا رأيت بنت الملك فعشقتها وأحببتها وأريدها فإذا صارت من نصيبي فحالتي تتحسن وإلا أنا سأموت
فهذه الأم ليس عندها إلا هذا الشاب فرغبت في بقاء حياة أبنها وعطفاً عليه
قامت وهي آيّسة وذهبت للاميرة كوهر شاد يوم الجمعة حيث أنها في هذا اليوم تجلس في قصرها ونساء المدينه يأتين لزيارتها وطلب المساعدة منها
فدخلت هذه العجوزه وجلست عند الأميرة وأخذت تتوسل من الله بأن يساعدها
ثم طلبت بقلب منكسر من الله قالت يا رب العالمين أنا أريد ولدي ولا أريده أن يموت وهو ولدي الوحيد ، فأسألك يارب ان تُهيئ لي الأسباب…
فالنساء كل واحده أخذت طلبها من الاميرة كوهرشاد وخرَجن ، ولكن بقيت هذه العجوزه وحدها فجاءت للأميرة كوهرشاد الشابة الجميله المؤمنه وقالت لها : يابنت الملك أنا عندي طلب حاجه ولا أتصور أنك تستُطيعين قضاء حاجتي لي
فقالت الاميرة: قولي ماذا عندكي
فقالت العجوز: أبني شاب عامل بناءفي يوم من الأيام رءاكِ وعشقكي ويريد الزواج منكي وهو الآن مريض وأخشى عليه من الموت
ثم أخذن وصيفات الملكه وخادماتها يضحكن ويتمسخرنّ على الأم العجوزه
فقالت الاميرة : أنا موافقه
فقالت العجوز : موافقه!!!
قالت الأميرة كوهرشاد: نعم موافقه هل أبنكِ شاب مؤمن
فقالت العجوز: نعم
وما هو مهركي ياسمو الأميرة؟!
والمعروف بنت الملك تطلب المهر كم طنّ من الذهب واللؤلؤ والقصور وغير ذلك
قالت الاميرة كوهرشاد: مهري هو أن يُصلي أبنكي أربعين ليله صلاة الوتر بالليل !!!
وصلاة الليل ليست صلاة واجبه. صلاه مستحبه يقوم نصف الليل ويصلي لربهِ ركعات لمدة أربعين ليله؟؟؟
فقالت العجوز للأميرة كوهرشاد: هذا مهركي فقط
قالت : نعم فقط ذلك وأنا أتكفل بكل شيء وأعطيه أموال كثيره وكل ما يحتاج وأجعله صهراً للملك
رجعت الأم فرِحه للبيت وجاءت لأبنها المريض في الفراش فقال لها:بشريني يا أمي ماذا قالت لكي بنت الملك
فقالت : أبشر ياولدي وافقت بنت الملك!!!
فقال :ماهو مهرها حيث تصور بأنه مجموعه من المجوهرات لكي يعمل ويجمعها
فقالت له أمه : الاميرة تقول مهري أربعين ليله تقوم تُصلي صلاة الليل
قال : فقط هذا
قالت أمه : نعم
قال : انا سأصلي صلاة الليل
فقام أول ليلة وصلى لكن فكره عند جمال بنت الملك وحسنها
وفي الليلة الثانية والثالثة والرابعة
لكن كان كل ليلة كان يتقرب أكثر إلى الله
تعالى إلى أن أكمل الأربعين ليلة
فرأى أنه صار لا يشتاق للاميرة كوهرشاد
عشق ثاني دخل قلبه وهو حب الله وعشقه
بعد مدة أرسلت الأميرة إليه قائلة : لماذا تأخرتوا ولم تأتوا
فقالت أمه : هيا يابني لنذهب ونخطب لكَ بنت الملك ماذا تنتظر
فقال لا يا أمي لاحاجه لي بها !!!
أنا كنت أحبها لأني كنت لا أعرف حب الله تعالى
الآن أنا أحببت خالق هذه المرأة فما قيمه فرِد في أمرأة جميله أمام الله تعالى فأنا لا أريدُها
وصل الخبر للاميرة كوهرشاد بنت الملك فقالت : أنا كنت عارفه بذلك إن الأنسان أذا صلى صلاة الليل أربعين ليله الله تعالى يُغنيه عن كُل البشر وعن الدنيا وما فيها
فأنا رأيت إذا رفضت هذا الشاب لعله يتألم أو يموت لذلك طلبت منه ذلك الطلب
وكنت متأكده أنه سيرجع من نفسه٠
والحقيقه نحن نعشق الدنيا والمظاهر الماديه لأنهُ خلت قلوبنا من حب الله تعالى فحببنا غيره

فينبغي علينا أن ندعوا الله تعالى أن يملئ قلوبنا بحبه ونحاول قدر الأمكان ونضغط على أنفسنا للقيام في جوف الليل ونختلي بمعشوقنا وحبيبنا الذي لا ينسانا ابداً
وهوه الله سبحانه وتعالى ، اللهم أرزقنا حبك وحُب من يحبُك وحُب كلِ عمل يوصلُنا الى قربُك.

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً