في وحدتنا نحتاج للخلوة و للجلوس لمحاسبة أنفسنا،ولسماع لصوتها بالركون لله،ثم إلى الحاجة للهدوء لتصفية أفكارنا وفلترتها حتى تُصحح اخطاءنا ونرى ماعانيناه بنهارنا و نبصر مواضع ضعفنا، ونتجاوز ذلك مستعينين بالله،وكذلك في عز المحن نحن بعتمة الليل نختلس اللحظات التي نكون فيها ملوكاً مع أنفسنا بسبب قربنا من الله،وبعتمة الليل نرى الظلمات تستحيل إلى نوراً بسبب قربنا من الله، ثم مصارحتنا مع أنفسنا، و في هزيع الليل نصبح أقوى حين نواجه نقاط ضعفنا ونقرر السيطرة عليها وبساعات السحر يصبح الحديث أقوى و أصدق حين نبوح بأسرارنا ونحاسب أنفسنا نحن لا غيرنا ولا يسمع نجوانا سوى الله ثم نحن و أنفسنا، فتلك العتمة المظلمة قد منحتنا النور و القوة التي نريد حين راجعنا أنفسنا وماقصرنا في جنب الله ، فنحن نحتاج دوماً أن نكون معه في كل وقت ،لنقوي أنفسنا ذلك هو الصراع الخفي الذي نعيشه ما بين الليل والنهار، لذلك النفس تصفو وتطمئن عندما تناجي خالقها في ساعات السحر من الليل.
سلمان محمد البحيري