من الوظيفة إلى العمل التجاري الحر في 10 خطوات

عودة إلى مقالات ضياء الدين وهذه المرة يحدثنا ضياء نفسه عن العمل التجاري الحر وكيفية الانتقال من قيود الوظيفة إلى الحرية النسبية للعمل الخاص، في مقالة تعرض الأمر ببساطة وبدون تعقيد أو مبالغة، لنقرأ معا:

ضياء الدين

تلقيت اتصالا من صديق مصري يعمل بالإمارات منذ 7 سنوات وقد اكتفي من الوظيفة ويري أن الوقت قد حان ليبدأ عملة الخاص لكن كيف ومن أين يبدأ؟ خصوصا مع وجود التزامات مالية لأسرته ومستوي معيشي يخشى ان يفقده. صديقي هذا ليس حالة فردية خاصة بل أظن أن أغلب من يعمل بوظيفة يتمني التحرر من قيودها وهنا أريد أن أقدم لك خطوات سهلة ومحددة للانتقال السلس من الوظيفة للعمل التجاري الخاص.

أولا: كيف تري يوم تحررك من قيود الوظيفة؟

تخيل بل واكتب تفاصيل ذلك اليوم الجميل الذي تتحرر فيه من قيود الالتزام بالوقت والمهام التي مللت منها وتبدأ متعة العمل الخاص باستثمارك لوقتك وقدراتك التي لم تستخدم منها إلا اليسير حتى الان, فإن أخطأت بعملك الخاص فهي خبرة جديدة تحسن بها من أدائك و إن أصبت فهو النجاح العائد عليك في المقام الأول وليس علي صاحب العمل.

ثانيا: استفد من الوظيفة كما استفادت منك

ادخر بعض المال لسد احتياجاتك الشهرية لمده ستة أشهر كمتوسط, قلل من نفقاتك الشهرية, وفر بعض المال للصرف علي دراسة أول صفقاتك التجارية.

ثالثا: خارطة طريق العمل التجاري

لن ازعم أنها الخارطة الوحيدة لكني أعتقد أنها الأسرع وهي ببساطة: ستشتري منتجا من مصدر بسعر وتعيد بيعه في السوق بسعر أعلي بحيث يكون المصدر دولة مختلفة عن بلد السوق الذي ستبيع فيه لتكون “تجارة دولية” وهي تتميز عن التجارة المحلية بأنها أكثر متعه وربحية كما أنها تثقل خبراتك بشكل أسرع.

رابعا: حدد نقاط قوتك

أنت أهم عامل لإنجاح عملك التجاري فيجب أن تكتب وبدقة صورتك عن نفسك من خلال:

  • صفاتك الشخصية: هل أنت صبور , اجتماعي , هادئ , مغامر , قيادي .. اكتب كل الصفات
  • خبراتك: هل تجيد الإنجليزية, المحاسبة, تحصل علي المعلومات من الانترنت بسهولة, هل لديك خبرة عملية بالتسويق والمبيعات؟
  • علاقاتك: هل في معارفك من يعمل بالتجارة, هل تعرف أحدا يعمل أو يمتلك مصنعا يريد تسويق منتجاته, هل لديك أصدقاء في دول أخرى يمدوك بمعلومات عن منتجات ويمكنهم استضافتك, هل في دائرة معارفك من لديه رأس مال يمكن أن يستثمره معك؟
  • خامسا: اكتشاف الفرصة التجارية

  • الرمان

    كان هناك سائح روسي يزور مصر ولاحظ وفرة فاكهة الرُمان رغم عدم وجوده بتلك الفترة من السنة في بلده الأم روسيا. بعدها درس السعر وأرسل حاوية مليئة بالرومان لبلده وحقق منها مكسبا لا بأس به، وتوالت الحاويات حتى أصبحت مصر الآن من أكبر المصدرين للرمان إلى روسيا.

    أنت أيضا قد يكون لك صديق من السودان تستفسر منه عن السمسم للسوق الذي أنت فيه , أو البرتقال والرمان من مصر، أو الأسماك من المغرب واللحوم من الصومال و الأمثلة كثيرة. قد تجد مصنع ملابس لديه مخزون بضاعة من موسم الصيف مثلا لتبيعه في بلد جوها دائما صيف مثل دول أفريقيا.

    سادسا: الاهتمام بالتفاصيل.

    ابحث عن مصدر المنتج وأحصل علي أفضل سعر بيع له، ولا تتعجل في إتمام صفقة الشراء بل تأكد من الجودة واحصل علي عينات واحذر من عمليات النصب فلو المنتج سعره يتراوح من 9 إلى 10 دولار وأخبرك أحدهم أنه يبيعه مقابل 6 دولار فربما كانت الجودة سيئة أو بشائر عملية نصب.

    حدد عميلك بدقة، فإذا كنت ستبيع لتاجر جملة فلا تضع سعر المستهلك النهائي هدفا لك فهو تحديد خاطىئ بل اسئل تاجر الجملة بكم تشتري هذه الجودة (تذهب له ومعك عينات تعرضها عليه) وبالطبع بعضهم سيخبرك وبعضهم سيطلب منك انت أن تعطيه سعرا.

    إجراءات الاستيراد والتصدير يمكنك معرفتها من مخلص جمركي وهناك خوف غير مبرر من تلك الخطوة فأغلب بلادنا العربية تعتمد علي الاستيراد فلست أول من يقوم بتلك الخطوة، ايضا بلادنا تشجع علي التصدير بل وهناك حوافز جيدة للتصدير والأوراق المتعارف عليها هي: شهادة المنشأ – الفاتورة – نموذج التعبئة – بوليصة الشحن مع توثيق تلك الاوراق اذا لزم الامر.

    سابعا: دورة رأس المال والعائد المتوقع

    تكلفة المنتج هي مجموع سعر الشراء وكافه المصاريف من شحن ونقل وتخزين ومصاريف بيع، أما الربحية فهي سعر البيع مطروح منه التكلفة أما الوقت منذ أن بدأت الصفقة وحتى الانتهاء من بيع كل البضاعة فهو ما نطلق عليه دورة رأس المال. معرفة الربحية المتوقعة ومدة دورة رأس المال من أهم المعلومات لجذب رأس مال للصفقة.

    ثامنا: الخطة البديلة

    ماذا لو عميلك غير قراره بالشراء منك أو أن سعر البيع انخفض عن المتوقع؟ هنا يأتي دور الخطة البديلة، مثل النزول بالسعر لبيع كل الكمية دفعة واحدة وتقليل مدة دورة رأس المال أو استئجار مخزن والتوزيع لصغار التجار (بيع نصف جملة) بهامش ربح أعلي، وهنا يمكن أيضا استهداف المستهلك النهائي بالتسويق الإلكتروني والدفع عند الاستلام، أما لو كان لمنتجك عميل واحد فيجب ان يدفع لك دفعة مقدمة.

    تاسعا: رأس المال يبحث عنك أيضا

    رأس المال يبحث هو الآخر عن صفقة مربحة، لأنك إذا تركت رأس المال بدون دوران فذلك يفقده سنويا 12% تقريبا وهي نسبة التضخم المالي في السوق، حتى وإن حصل على فوائد بنكية فسيقل رأس المال بالإضافة لدفع زكاة المال وعليه فالمكان الطبيعي لرأس المال هو في الاستثمار، وهنا يأتي دورك بتحويل فكرتك التجاريه لصفقة مدروسة ذات ربحية ومدة محددة وعرضها علي معارفك ومعارفهم وبكل تأكيد – وعن تجربه – سيتوفر لك رأس مال لبداية الصفقة.

    عاشرا وأخيرا : نصائح عامة

    • تسعة أعشار الرزق في التجارة كما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.
    • ستواجه أوقاتا تعتقد أنك أخطأت بترك الوظيفة. اجعل هذه الأوقات تمر بمزيد من الاجتهاد في عملك الخاص.
    • لو المنتج الذي اخترته سهل الشراء، اقض أغلب وقتك في دولة البيع، ولو المنتج يستغرق وقتا للشراء (مثل تجميع البهارات من المزارع) فيفضل ان تقضي أغلب الوقت في مكان الشراء.
    • لو كنت مغتربا، يفضل أن يكون التبادل التجاري بين بلدك وبلد الاغتراب.
    • اعط رأس المال نسبة أكبر من الأرباح لتشجيعه.
    • تحقيق 2 – 3% شهريا علي رأس المال بداية جيدة.
    • أخيرا، دعواتي لك بتحقيق الحرية المالية.

    ضياء الدين

  • المصدر مدونة شبايك
  • http://www.shabayek.com

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …