لماذا فشل نظام البصمة؟!

في الفترة الأخيرة شرعت غالبية الأجهزة الحكومية في تطبيق نظام البصمة الألكترونية لأجل قياس حضور الموظفين في حالتي الدخول والخروج لضبط دوامهم ،بغض النظر عن إنتاجيتهم فهذا النظام يشعر الموظف بأن المطلوب منه فقط الحضور والإنصراف في وقت معين من خلال التبصيم ،لكن هذا النظام لايضبط ولايقيس إنتاجية الموظف ، كما أن تطبيق نظام البصمة في الوقت الحاضر غير مناسب بسبب كثرة المشاريع التي تنفذ في مدينة الرياض و إلازدحام الشديد وكثرة التحويلات وعدم إنتهاء مشروع النقل المتمثل في المترو ومحطاته والحافلات ومحطاتها ،والموظفين يعانون يوميا في الصباح من الزحام عند الحضور للعمل لذلك نظام البصمة سيضر بالغالبية العظمي منهم،خاصة أن من يتأخر دقيقة واحدة تحسب عليه30 دقيقة من بعد الساعة الثامنة ولاننسى أن هناك من يوصل الأولاد للمدارس والزوجة للعمل أومراجعة المستشفيات أحيانا ،فنظام البصمة لا يوجد فيه مرونة للموظفين الصغار وهم الغالبية العظمى ، ولكن المستفيد من المرونة والإستثناءات هم كبار الموظفين في الإدارات العليا برغم أن النظام لايستثني حتى الوزير من إثبات حضوره وإنصرافه بالبصمة ، لذلك تجد البعض من هؤلاء الموظفين الكبار قد إتفق مع الشركة المشغلة للنظام لإعطائه كودا معينا يثيت حضوره وإنصرافه في أي وقت يشاء على أنه حضورا وإنصرافا في وقت محدد كما أن بإستطاعة هذا الشخص أن يحذف أوقات التأخير أوأيام الغياب من النظام عن أي موظف ، ولكن بشرط أن يكون من المقربين للوكيل أو للرئيس أو للمدير،كما أن الموظفين الذين ليس لديهم محسوبيات يستطيع أن يتسرب من العمل بحيث يأتي الصباح يثبت حضوره ثم يعود للمنزل للنوم أو لقضاء حوائجه الخاصة ويرجع قبل موعد الخروج ليبصم للخروج ،و الحلول المطلوبة لمشكلة التسرب الوظيفي يجب أن يكون هناك لائحة لتنظيم دوام الموظفين لفترة مابين الدخول والخروج  عند كل مدير أو رئيس قسم للقضاء على مشكلة التسرب،فنظام البصمه لوحده لايكفي و المطلوب ايضا هو تطوير آلية العمل و بيئته وتحفيز الموظفين المنتجين من خلال قياس إنتاجهم ، كما يجب أن يكونوا كبار الموظفين هم القدوة الحسنة لموظفيهم في الإنتاج والإنضباط في العمل .

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …