الطاقة الإيجابية في حياتكم

عند قدوم السنة الجديدة ،أخذت أتامل الناس الذين في حياتي حيث هناك من دخل إليها و لم أكن أعرفهم من قبل، كما أن هناك من رحل لسبب لم أعرفه و لم أكن أتخيل بأنهم سيرحلون ،لكنهم قد رحلوا على كل حال،فوجدت نفسي أتوقف عند هذه النقطة واتأمل لماذا يفكر المرء في الاحتفاظ بكل من قد مروا في رحلة حياته، ثم قارنت ذلك باحتفاظنا بملابسنا القديمة التي لم تعد تناسب هيئتنا ولا شكلنا ولا ذوقنا الحالي، فنفكر بأن نتركها لأشخاص آخرين لينتفعوا بها،فنحن خزناها لدينا بسبب ثقافة قد تربينا عليها،أنها ربما تنفع في يوم ما،أو ربما نحتفظ بها كذكرى أو نستعيد معها شوقاً قديماً لكن الأشخاص والعلاقات تتغير و تبلى أيضاً كالأشياء، فلماذا نستميت في الحفاظ على علاقات وأشخاص لم يعد لهم دور في حياتنا، نعم فبعض العلاقات قد أصبحت عبئاً على أعصابنا لأنها غير مريحة، وأصبح الأمر يحتاج إلى ترتيب وضع الآخرين في حياتك على حسب الأولوية،ووضع الباقي من العلاقات البالية في المستودع،تمهيداً للتخلص منها لأنها أصبحت لا داعي لوجودها، فأدركت حينها كم نضجت و تغيرت وكم تغيرت اهتماماتي وأفكاري ورؤيتي للحياة وللأشخاص ،ربما لم يعد يتقبلني البعض لأنه لم يعد له عندي مصلحه في حياتي الجديدة،أو ربما لم تتطور أفكارهم تجاه أمور في الحياة مثلما تطورت أفكاري، أو ربما لم تعد بيننا اهتمامات مشتركة،أو ربما ما زلنا نحتفظ بحبال الود لكننا لا نملك الوقت للحديث، وصمت بعمق قليلاً لأجدني ممتناً لكل من كان جزء من رحلتي في الحياة ولم يكملوا الطريق،فأنا لازلت أرسل لهم مابين وقت وآخررسائل في المناسبات ولم أتوقف عن إرسالها لهم عندما رحلوا، وكتبت رسائل أخرى في قلبي لمن يريدون البقاء أو العودة من جديد،أعدت النظر إلى الجوال،وأرسلت إلى من اشتقت إليهم ولم نتواصل منذ مدة،وحادثت من رغبت في سماع صوتهم والاطمئنان عليهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك كما أنني قد مسحت الأرقام التي لم ترد علي رسائلي، ولم تتواصل معي منذ فترة طويلة ترى هل جربتم ذلك من قبل،وهو أن تبحثوا في حياتكم عن بعض الأشياء القديمة وأتتكم الشجاعة للتخلص منها بدون أي تردد؟! أدعوكم للتجربة فهي تستحق أن تخوضوها فسيعوضكم الله بمن هو الأجمل والأفضل في حياتكم، فلا تجعلوا في حياتكم أشخاصاً يشعورنكم بأنكم لا شيء في حياتهم، ولا يمنحونكم الطاقة الإيحابية.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …