هناك بعض المفاهيم قد تغيرت في حياتي، فالظروف قد علمتني من أحب ، ومواقف الشدة قد علمتني من يحبني ، كما أن الوضوح أحياناً سيء والغموض مطلوب في أحيان كثيرة فليس كل شيء تعرفه يقال للآخرين ،كما اكتشفت بأن خلف بعض الوجوه أقنعة، وأن لكل ابتسامة معنى وخلف بعض السكوت غدر، ولكل قلب طيب صدمات كما من الأفضل لي بأن أجعل مابيني ومابين الآخرين مسافة لأجل الأمان، كما أن التغافل أحياناً رحمة والصمت حكمة والنسيان نعمة ، فالحياة لا تؤلمنا عبثاً ولكن لكي ننضج ونتعلم من آلامنا وفشلنا، ولكي تعلمنا حجم كل شخص في حياتنا، وأن لانصدق المظاهر وكلام الأشخاص، ولكن الأفعال هي التي تكشف لنا حقيقتهم ،ففي الحياة لاشيء يبقى كما هو ،ولا هي ستبقى لنا لأنها فانية، لأننا سننتهي في يوماً ما وسينتهي كل شيء يربطنا بها، ولن يبقى إلا الله، ولأجل سعادتنا في الدنيا والآخرة، فلنحرص على أن تكون علاقتنا بالله دوماً جيدة في الرخاء والشدة ،لإنه الوحيد الذي لا يتغير علينا ولا يتخلى عنا، فمادمنا عرفناه في الرخاء فهو لن ينسانا في الشدة،ولا في وحدتنا في الدنيا حينما يخذلنا الذين من حولنا، فالله لن ينسانا في وحدتنا في القبر ولا في يوم الحشر، فاللهم إنني أحتاجك فوفقني لطاعتك وأرزقني حبك ويسر أموري كلها.
سلمان محمد البحيري